احتفل الجناح الويلزي المخضرم راين غيغز يوم امس الأربعاء بذكرى مرور 20 عاماً على ارتدائه قميص مانشستر يونايتد لأول مرة في الدوري الانكليزي، وهو كان يمني نفسه في الاحتفال بهذه المناسبة بشكل أفضل إلا أن تشلسي عكر عليه بفوزه على "الشياطين الحمر" 1-2 أمس في مباراة مؤجلة. تعود الذاكرة ب"غيغزي" إلى 2 مارس 1991 عندما أصيب المدافع الايرلندي دينيس ايروين امام ايفرتون على ملعب "اولدترافورد" ما دفع المدرب الاسكتلندي اليكس فيرغسون إلى الزج بلاعبه اليافع الذي كان يبلغ حينها 17 عاماً في مباراة خسرها "الشياطين الحمر" (2-0). ومن المؤكد أن غيغز لم يكن يدرك حينها انه سيصبح من أساطير النادي وأحد أفضل اللاعبين الذين ارتدوا القميص الأحمر الشهير على الإطلاق، وقد أضافت مباراة الأمس رغم حسرة الخسارة فصلاً جديداً من فصول الانجازات المدونة في سجل هذا الجناح الرائع، إذ أصبح صاحب الرقم القياسي لأكثر اللاعبين مشاركة مع مانشستر في الدوري بعدما عادل رقم السير بوبي تشارلتون (606) بدخوله في الدقيقة 70 بدلاً من بول سكولز. لم يسبق لأي لاعب أن دافع عن ألوان مانشستر طيلة 20 عاماً ولا يقترب من انجاز غيغز سوى تشارلتون وبيل فولكز اللذين ارتديا قميص "الشياطين الحمر" حوالي 17 عاماً، في حين أن الويلزي الاخر بيلي ميريديث تواجد في هذه المدينة لمدة 30 عاماً بين 1894 و1924 لكنه أمضى معظم تلك الفترة في قميص مانشستر سيتي، أي الفريق الذي بدأ فيه غيغز مسيرته الكروية. ولم يفقد "غيغزي" حماسه على الإطلاق رغم بلوغه السابعة والثلاثين من عمره وهو يستمتع بوقته في الملاعب، ما دفعه إلى تمديد ارتباطه مع "الشياطين الحمر" حتى صيف 2012، وهو علّق على هذه المسألة مؤخراً قائلاً: "أنا سعيد لأنني ما زلت العب حتى الآن. انا سعيد فعلاً واستمتع بكرة القدم أكثر من أي وقت مضى. قلت لنفسي باني اذا ما زلت استمتع بوقتي وما زلت أشارك في المباريات، فسأواصل المشوار". وأكد غيغز أن كل ما كان يريده هو اللعب مع مانشستر يونايتد، مضيفاً "كنت محظوظاً بما فيه الكفاية من اجل تحقيق هذه الرغبة خلال 20 عاماً. من الرائع أن اعلم باني ما زلت أساهم بنجاح النادي واشعر بانه ما زال لدي الكثير لأقدمه على أرضية الملعب وخارجها". وما زال مدربه الاسكتلندي اليكس فيرغسون يعوّل عليه، وهو يشركه في الكثير من المباريات، اخرها امس الأول الثلاثاء دون أن ينجح في تجنيب فريقه هزيمته الثانية فقط هذا الموسم. وغيغز هو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي حصل مع فريقه على 11 لقباً في الدوري المحلي كان أولها عام 1993، إضافة إلى لقبين في دوري أبطال اوروبا (1999 و2008) و4 ألقاب في مسابقة كأس انكلترا و4 في كأس رابطة الأندية الانكليزية المحترفة وكأس السوبر الأوروبية (1991) والكأس القارية (1999) وكأس العالم للأندية (2008). وكان غيغز بدأ مشواره مع الفرق العمرية في مانشستر سيتي (1987-1985) قبل الالتحاق بيونايتد عام 1987 ثم شق طريقه إلى الفريق الأول عام 1990، ثم شق طريقه في ما بعد ليحصد جميع الألقاب الجماعية والفردية حيث أصبح أول لاعب يتوّج بلقب الدوري الانكليزي في عشر مناسبات أو أكثر وأول لاعب يشارك ويسجل في كل موسم منذ انطلاق الدوري الممتاز، كما انه حامل الرقم القياسي لأكثر اللاعبين تمريرا للكرات الحاسمة في الدوري. وفي 21 أيار/مايو 2009 زج فيرغسون بغيغز في الدقائق الثلاث الأخيرة من الوقت الأصلي لنهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام تشلسي بدلاً من بول سكولز، ليخوض الويلزي مباراته رقم 759 مع "الشياطين الحمر" ويحطم بالتالي الرقم القياسي المسجل باسم نجم الفريق السابق بوبي تشارلتون (758 مباراة بين 1973-1956) وهو رفع عدد مبارياته منذ ذلك الوقت إلى 863 مباراة بقميص "الشياطين الحمر"، بينها 606 في الدوري المحلي (110 أهداف من اصل 158 في جميع المسابقات). أما على الصعيد القاري، فغيغز هو أول لاعب يسجل في 13 موسماً متتالياً في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ولا يزال بإمكانه أن يجد طريقه إلى الشباك للموسم الرابع عشر على التوالي لان فريقه ما زال في نسخة هذا الموسم.