بقي باب الملعب الأولمبي في روما الذي يستضيف نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم مفتوحاً على مصراعيه بين مانشستر يونايتد حامل اللقب وضيفه آرسنال بعدما حسم الأول الفصل الأول من الموقعة الإنكليزية الخالصة بعد فوزه 1-صفر في اللقاء الذي جمعهما الأربعاء 29-4-2009 على ملعب "اولد ترافورد" في مانشستر ضمن ذهاب الدور نصف النهائي من المسابقة. وكان بإمكان فريق "الشياطين الحمر" أن يسافر إلى ملعب "الامارات" في لندن الذي يحتضن مباراة الإياب الثلاثاء المقبل، بأفضلية واضحة كانت ستضمن بشكل كبير تأهله إلى النهائي للمرة الرابعة في تاريخه والثانية على التوالي، لولا فشل لاعبيه في ترجمة الفرص التي سنحت لهم عليها في النصف الساعة الأولى من اللقاء، مكتفين بهدف سجله المدافع الآيرلندي جون اوشي (17).
وبهذه النتيجة، يبقى آرسنال على حظوظه في تحويل هذا التخلف وخطف بطاقة النهائي الثاني في تاريخه في المسابقة بعد عام 2006.
والأمر المؤكد هو أن الإنكليز سيتواجدون في المباراة النهائية للعام الخامس على التوالي (ليفربول في 2005 و2007 وآرسنال في 2006 ومانشستروتشيلسي في 2008)، والسادسة عشرة في هذه المسابقة بصيغتيها القديمة (كأس الأندية الأوروبية البطلة) والحديثة.
وحافظ مانشستر اليوم على سجله الخالي من الهزائم في هذه المسابقة للمباراة الخامسة والعشرين على التوالي - رقم قياسي - لأن الخسارة الأخيرة لفريق "الشياطين الحمر" تعود إلى مايو/ايار 2007 عندما خسر أمام ميلان في الدور نصف النهائي.
كما رفع عدد المباريات التي لم يخسر خلالها على ملعبه "اولد ترافورد" في هذه المسابقة إلى 21 مباراة على التوالي.
في المقابل، فشل آرسنال في تحقيق فوزه الأول في "اولد ترافورد" منذ 17 سبتمبر/ايلول 2006 لأنه لم يحصل حتى على فرصة وحيدة واضحة لتحقيق هذا الأمر أو حتى التعادل في الفصل الأول من مواجهته القارية الأولى مع مانشستر يونايتد، ومغامرته الثانية في دور الأربعة بعد 2006 عندما تخطى فياريال الإسباني ليحجز مكانه في النهائي الذي خسره أمام برشلونة.
وبدأ مدرب مانشستر الاسكتلندي اليكس فيرغوسون المباراة بإبقاء البلغاري ديميتار برباتوف والويلزي راين غيغز وبول سكولز على مقاعد الاحتياط، فيما أشرك الأرجنتيني كارلوس تيفيز أساسياً في خط المقدمة إلى جانب واين روني ومن خلفهما البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي اندرسون ومايكل كاريك ودارين فليتشر.
في الجهة المقابلة، أوكل المدرب الفرنسي آرسين فينغر المهمة الهجومية للتوغولي ايمانويل اديبايور ومن خلفه الإسباني فرانسيسك فابريغاس وعلى الجهة اليمنى تيو والكوت، فيما تواجد في الخط الخلفي مدافع مانشستر السابق الفرنسي ميكايل سيلفستر مستغلاً استمرار غياب مواطنيه وليام غالاس وغايل كليشي للإصابة كما هي حال المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي الغائب الأبرز عن الفريق اللندني في هذه المواجهة بسبب الإصابة أيضاً.
واستهل مانشستر المباراة بضغط كبير وكاد يهز شباك الحارس الإسباني مانويل المونيا مباشرة بعد صافرة البداية عندما لعب فليتشر كرة إلى داخل المنطقة، ارتقى لها روني ولعبها برأسه فتحولت من رأس المدافع الفرنسي باكاري سانيا وكادت تخدع الحارس الإسباني العائد من الإصابة مؤخراً، لكن الأخير أنقذ الموقف ببراعة (1)، ثم تحول روني إلى ممرر فلعب الكرة إلى رونالدو على الجهة اليمنى فسددها لكن محاولته مرت أمام المرمى (2).
وواصل فريق "الشياطين الحمر" ضغطه المتواصل وحصل على فرصة ثمينة لافتتاح التسجيل عندما وصلت الكرة إلى رونالدو فحولها إلى تيفيز الذي لعبها للظهير اوشي المندفع من الخلف، فأعدها الأخير للأرجنتيني الذي سددها مباشرة، لكن المونيا تألق بصدها وحولها إلى ركنية أثمرت عن هدف التقدم لصاحب الأرض عبر اوشي (17).
وانتظر آرسنال حتى الدقيقة 29 ليهدد مرمى مضيفه عندما وصلت الكرة إلى اديبايور على حدود المنطقة، فحضرها إلى فابريغاس الذي أطلق أرضية قوية لكن الحارس الهولندي ادوين فان در سار لم يجد أي صعوبة في التعامل معها.
وعاد مانشستر ليندفع نحو منطقة الفريق اللندني لكنه اصطدم مجدداً بالمونيا المتألق الذي تصدى لرأسية رونالدو من مسافة قريبة جداً بعد عرضية من تيفيز، ثم ومن الهجمة ذاتها تصدى مجدداً لتسديدة من خارج المنطقة للاعب البرتغالي (30).
وغابت الفرص الحقيقية عن المرميين حتى الشوط الثاني الذي شهدت بدايته تحسن أداء آرسنال دون أن يتمكن من تهديد مرمى فان در سار بسبب التفوق العددي لمدافعي مانشستر لوجود اديبايور وحيداً في المقدمة، فيما بدا صاحب الأرض أكثر تحفظاً ولم يبالغ في انطلاقاته الهجومية تحسباً لأي هدف عكسي من هجمة مرتدة.
ومنح اديبايور آرسنال فرصته الثانية عندما سيطر على الكرة بصدره على حدود المنطقة قبل أن يسددها قوية لكنها علت العارضة (63).
وفي الدقيقة 66 زج فيرغوسون بغيغز وبرباتوف بدلاً من اندرسون وتيفيز على التوالي، ليمنح الجناح الويلزي مباراته رقم 800 مع "الشياطين الحمر".
وكان غيغز تخطى الرقم القياسي السابق لأكثر اللاعبين مشاركة مع مانشستر والمسجل باسم بوبي تشارلتون - 758 مباراة - عندما شارك في نهائي البطولة الأوروبية بالذات ضد تشيلسي والتي فاز فيها مانشستر بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والأضافي بالتعادل 1-1.
وبعد دقائق معدودة كادت أن تصبح النتيجة 2-صفر لو لم يعاند الحظ رونالدو الذي أطلق كرة صاروخية اردت من العارضة (69).
ورد فينغر على تبديلي فيرغوسون باشراك الدنماركي نيكلاس بندتنر بدلاً من والكوت (71) في محاولة لتأمين المساندة الهجومية لاديبايور لأن والكوت كان متراجعاً إلى وسط الملعب.
لكن الصحوة الهجومية كانت في الجهة المقابلة إذ حصل صاحب الأرض على فرصة أخرى عندما تبادل رونالدو وغيغز الكرة قبل أن يلعبها الأخير داخل المنطقة، إلا أن سيلفستر كان في المكان المناسب ليبعدها من تحت العارضة قبل أن تصل لبرباتوف المتربص (77).
ونجح غيغز في هز شباك المونيا بعد دقيقة من هذه الفرصة، إلا أن مساعد الحكم الدنماركي كلاوس بو لارسن رفع رايته مشيراً إلى تسلل الويلزي.