استخدمت قوات الأمن العراقية مدافع المياه والهراوات لتفريق محتجين في مدينة البصرة المركز النفطي في جنوب البلاد يوم أمس الجمعة مع تظاهر الآلاف في أنحاء البلاد ضد الفساد وسوء الخدمات الأساسية. وتتزايد الاحتجاجات على البطالة وانقطاع الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات الاساسية حيث يطالب العراقيون بإصلاحات من حكومة تشكلت في ديسمبر كانون الأول بعد انتخابات جرت العام الماضي. وفي وسط البصرة فرقت قوات الجيش والشرطة بالقوة نحو 700 محتج قرب مبنى مجلس المحافظة بعدما رفض المحتجون الانصراف. وقال مراسل لرويترز في الموقع إن قوات الأمن اعتدت بالضرب على بعض الصحفيين أيضا. وكان حظر حركة السيارات ساريا. وقال نور محمد (30 عاما) وهو خريج كلية الهندسة بجامعة البصرة أقدم طلبات للتوظيف منذ ست سنوات ولم أحصل على وظيفة حتى الآن. يطلبون (المسؤولون) رشاوى لتوظيف الناس. وأضاف «أنا نادم على انتخاب هؤلاء لأن ديمقراطيتهم هي أنه ينبغي للناس أن يبتسموا في وجه (رئيس الوزراء نوري) المالكي وألا يقولوا له شيئا». وحمل بعض المحتجين قطعة خشب نحتت على شكل خريطة العراق تم إيصال أنبوب طبي بها في إشارة إلى أن العراق جسد ضعيف. وتظاهر آلاف العراقيين في أنحاء البلاد يوم الجمعة الماضي احتجاجا على الفساد وسوء الخدمات. وقتل عشرة أشخاص على الأقل وأصيب العشرات في اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن. ورغم امتلاكهم حق انتخاب زعمائهم لا يزال العامة العراقيون غير راضين إلى حد كبير عن نظام سياسي ترك شخصيات تتمتع بقواعد سلطة طائفية وعرقية مترسخة في مناصبها وفشل حتى الآن في استعادة الخدمات الأساسية. ونظم كثير من الاحتجاجات في عواصم المحافظات حيث منح نظام السلطة العراقية اللامركزي الزعماء المحليين سلطات واسعة. وتجمع نحو ثلاثة آلاف شخص في ساحة الاحتفالات في الموصل يوم امس للاحتجاج على الفساد. وحمل بعضهم صور أقارب قتلوا في مظاهرات الجمعة الماضية. وتظاهر المئات أيضا في الناصرية في جنوب البلاد والكرمة والفاو. وكان حظر حركة السيارات ساريا في بغداد والموصل والسليمانية وفي محافظة صلاح الدين. وفي العاصمة بغداد تجمع نحو 2000 شخص في ساحة التحرير بوسط المدينة للجمعة الثانية على التوالي. وحمل بعضهم لافتات تسأل المالكي عن مصير أموال النفط وتطالب بالاصلاح في حين دعا آخرون إلى تحسين التعليم والصحة. وسعى سياسيون لتخفيف الغضب من خلال تخفيض رواتبهم وتوفير كهرباء مجانية وشراء سكر لبرنامج حصص الغذاء وتحويل أموال كانت مخصصة لشراء طائرات مقاتلة إلى الانفاق على الغذاء.