تظاهر حوالي خمسمئة شخص في وسط بغداد الاثنين تعبيرا عن سخطهم ازاء الطبقة السياسية و"ندمهم" للمشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت قبل عام تماما. وأحاطت بساحة التحرير قوات الأمن الحكومية من بينها قوات مكافحة الشغب ،فيما لم يتم فرض حظر تجول في بغداد على غرار ما حدث خلال التظاهرات التي شهدتها الساحة يومي الجمعة الماضيين. ومنعت القوات الأمنية وسائل الإعلام من بث صور التظاهرة التي شارك فيها نحو 500 متظاهر عبر الأقمار الصناعية مباشرة. وهتف المشاركون "نعم للديموقراطية" و"المالكي كذاب" بينما كانوا رافعين أصابعهم المدموغة بالبنفسجي في اشارة الى انهم ادلوا باصواتهم في الانتخابات التي جرت في السابع من اذار- مارس 2010. إلى ذلك أفادت مصادر عراقية أن رئيس الحكومة نوري المالكي أمر اليوم بإغلاق جميع مقرات الحزب الشيوعي في العراق، وطلب من الحزب إخلائها فوراً، مشيرة إلى أن اتصالات مع الرئيس طالباني أسفرت عن تدخله وامهال قيادة الحزب الشيوعي فترة اسبوع لاخلاء مقراته، فيما ما زالت الأسباب وراء ذلك القرار مجهولة غير أن مراقبين يرجحون علاقة ذلك بموجة التظاهرات التي يشهدها العراق وضلوع الشيوعيين في تحريض الشارع عليها. هذا وتندرج تظاهرة ساحة التحرير ضمن سلسلة الاحتجاجات التي بدات قبل فترة تيمنا بالانتفاضات التي تشهدها بعد ارجاء العالم العربي. وقالت عفيفة ثابت "57 عاما" الناشطة في احدى الجمعيات النسائية الاهلية "نندم على مشاركتنا في انتخابات لم تسفر عن شيء". واضافت ان "الزعماء لم يفعلوا شيئا الا لانفسهم خلال مدة عام. يجب عليهم تحقيق اماني الشعب. هناك العديد من المشاكل". وشكلت الحكومة العراقية التي لم تكتمل، بعد اكثر من تسعة اشهر على الانتخابات، بينما ما زالت الازمة السياسية بعيدة عن الحل. وقد تظاهر الاف الاشخاص وسط اجراءات امنية مشددة في مدن العراق وخصوصا بغداد والموصل والناصرية الجمعة الماضي مطالبين باصلاحات ومنددين بالفساد وسوء الخدمات وعدم كفاءة المسؤولين. وتاتي التظاهرات تلبية لدعوة اطلقتها مجموعات من الشبان عبر موقع الفيسبوك على غرار ما يحدث في بعض دول العالم العربي. وتخللت التظاهرات في 25 شباط/فبراير الماضي في العراق اعمال عنف ادت الى مقتل 16 شخصا واصابة حوالى 130 اخرين بجروح. وكان عدد من المثقفين والشباب العراقيين دعوا عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك إلى تظاهرة سلمية، في بغداد اليوم لمناسبة الذكرى الأولى للانتخابات البرلمانية في السابع من آذار/مارس من العام الماضي 2010 أطلقوا عليها اسم تظاهرات "يوم الندم"في إشارة إلى ندمهم على المشاركة في تلك الانتخابات