وصل وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الى أفغانستان يوم أمس الاثنين في وقت ترتفع فيه حدة التوتر بين كابول وحلفائها من الغرب مع اقتراب مرحلة انتقالية تتسلم فيها القوات الافغانية المسؤولية. وسيلتقي جيتس الذي لم يعلن مسبقا عن زيارته ؛ مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي الذي شكا غاضبا بعد أن قتلت طائرات هليكوبتر من القوة التي يقودها حلف شمال الاطلسي تسعة أطفال أفغان بطريق الخطأ الاسبوع الماضي. وسيكشف كرزاي في 21 مارس اذار عن جدول زمني لبدء تسلم الافغان تدريجيا المسؤولية الامنية من القوات الاجنبية. ومن المقرر أن تبدأ هذه العملية في يوليو تموز وتنتهي بحلول 2014 . وقال مسؤولون أمريكيون ان هذه المسألة ستكون محور تركيز زيارة جيتس. لكن سقوط قتلى من المدنيين خيمت على العلاقة بين الجانبين وأبعدت الانظار عن خطط الفترة الانتقالية مع تبادل تصريحات حادة بين كرزاي والزعماء الامريكيين بعد سلسلة من حوادث القتل الخطأ. وقال كرزاي في بيان يوم الاحد ان اعتذارا نادرا وصادقا من الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان ليس كافيا. وقتل الاطفال بينما كانوا يجمعون حطبا لاشعال النار في اقليم مضطرب بشرق البلاد يوم الثلاثاء الماضي. وأبدى الرئيس الامريكي باراك أوباما «أسفه الشديد ». وخلال اجتماع مع مستشارين أمنيين عشية زيارة جيتس والذي كان يحضره بتريوس قال كرزاي ان سقوط قتلى من المدنيين على يد القوات الاجنبية لم يعد مقبولا. واعتذر مرة أخرى بتريوس عن حادث القتل قائلا ان هناك «خطأ فادحا» طبقا لبيان أصدره القصر الرئاسي. وأضاف البيان أن كرزاي قال ردا على ذلك ان هذا الاعتذار ليس كافيا وأن سقوط قتلى من المدنيين على أيدي القوات التي يقودها حلف الاطلسي هو السبب الرئيسي في توتر العلاقات بين الولاياتالمتحدةوأفغانستان. وتجمع المئات يهتفون قائلين «الموت لامريكا» في العاصمة أمس احتجاجا. ووقعت أربعة حوادث مماثلة على الاقل خاصة في شرق البلاد على مدى الاسابيع الثلاثة المنصرمة. وقال مسؤول دفاع أمريكي كبير طلب عدم نشر اسمه ان قوات حلف شمال الاطلسي والقوات الافغانية بصدد تحديد الاقاليم والمناطق والبلديات المستعدة لتخضع رسميا للسيطرة الافغانية حتى اذا ظلت القوات الاجنبية قريبة.