خسر الرئيس الايراني الاسبق أكبر هاشمي رفسنجاني منصبه يوم أمس الثلاثاء كرئيس لمجلس الخبراء بعد ان انتقده محافظون لقربه من المعارضة الاصلاحية. وذكرت وكالة مهر الايرانية للانباء أن اية الله محمد رضا مهدوي كني انتخب رئيسا جديدا للمجلس بعد أن سحب رفسنجاني ترشيحه. وتشير هزيمة رفسنجاني وهو من أبرز من صمدوا في الحياة السياسية الايرانية منذ اندلاع الثورة الاسلامية عام 1979 الى مدى عزل وتهميش معارضي الرئيس الايراني المحافظ محمود أحمدي نجاد. وجاءت خسارة رفسنجاني لمنصبه بعد تقارير من الزعيمين الاصلاحيين في المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي أفادت بأنهما محتجزان في مكان سري لمنعهما من تنظيم احتجاجات تنادي بالديمقراطية وتستلهم الانتفاضتين التونسية والمصرية. ونفت الحكومة هذا الامر. ودعت مواقع المعارضة الايرانيين للنزول الى الشوارع في مظاهرات جديدة يوم الثلاثاء وهو يوم المرأة العالمي في تحد للحظر الرسمي. وكان تحد مفاجئ لرفسنجاني من كني وترشحه لتولي رئاسة مجلس الخبراء قد دفع الرئيس الايراني الاسبق للانسحاب من سباق انتخابه لفترة أخرى في المنصب. ويملك المجلس المكون من 86 شخصا سلطة تعيين وعزل الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي (71 عاما) لكنه لم يمارس هذه السلطة منذ تأسيسه عام 1983 . ولن يكون للتصويت تأثير عملي فوري كبير على البنية السياسية المعقدة في ايران لكن محللين قالوا ان انتصار التيار المحافظ في مجلس الخبراء سيزيد من قوة المؤسسة الدينية لانه يقضي على أي مظهر للمعارضة. وقال رفسنجاني الذي رأس المجلس منذ عام 2007 انه لا ينوي اثارة خلاف. وقال في كلمة أمام المجلس نقلتها وكالة الطلبة للانباء «أرى أن الانقسام في المجلس ضار ... قلت من قبل انه اذا ترشح (مهدوي كني) للمنصب فانني سأنسحب لمنع أي انشقاق». وكانت وسائل اعلام ايرانية قالت الاسبوع الماضي ان أكثر من 50 عضوا في المجلس أيدوا ترشيح مهدوي كني للمنصب لكنه ظل متكتما على ما اذا كان سيترشح لرئاسة المجلس. وهزيمة رفسنجاني ضربة لمحاولته لعب دور وساطة بين المحافظين الذين يتولون السلطة في البلاد والمعارضة الاصلاحية التي تهمش بشكل متزايد منذ فوز أحمدي نجاد بفترة رئاسة أخرى في انتخابات مثيرة للجدل. وما زال رفسنجاني رئيسا لمجمع تشخيص مصلحة النظام وهو الجهة التي تفصل في النزاعات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور.