* المبادرة الأخيرة التي أعلنها رئيس الجمهورية في المؤتمر الوطني غير مسبوقة بمثال لا في اليمن ولا في المنطقة العربية، يقول تعالوا للانتقال إلى وضع جديد.. دستور جديد للبلاد.. نظام حكم برلماني يجعل القرار بيد الحكومة.. حكم محلي من خلال تقسيم البلاد إلى أقاليم استناداً إلى معايير جغرافية واقتصادية.. حكومة وفاق وطني تضع قانوناً جديداً للانتخابات يأخذ بنظام القائمة النسبية.. لجنة جديدة للانتخابات.. وقبل أن يفجر الرئيس هذه القنبلة التي ستزلزل النظام السائد وتحل محله نظاماً جديداً، توقع أن أحزاب (المشترك) سوف تقابلها بالرفض، وكان توقعه في محله.. فقد صدرت عن المعارضة ردود فعل متعجلة، فقبل أن ينفض المؤتمر الوطني في صنعاء، خرجوا يصرحون لوسائل إعلام محلية وخارجية.. ويقولون: المبادرة مرفوضة.. الواقع تجاوزها.. لا تحل مشكلات البلد بل تحل مشكلة السلطة.. جاءت في الوقت الضائع.. محاولة للتسويف وكسب الوقت.. ولدت ميتة.. مبادرة يريد بها إنقاذ نفسه! * بالله عليكم.. هل هذا موقف رشيد من مبادرة هذا شأنها في قوتها وأصالتها وأهميتها؟ مبادرة لم تهمل شيئاً من المطالب والأفكار والمشاريع السياسية والدستورية والقانونية التي طرحت من قبل أفضل ما لدينا من رجال ونساء في المعارضة والسلطة.. ثم تقابل بعبارات تدل على نزق وشطط مثل: تجاوزها الواقع.. ولدت ميتة.. بينما هي تتجاوز الواقع وتتقدم عليه، وهي أيضاً بمثابة ولادة جديدة لمشروع وطني متقدم أشترك الحزب الحاكم وأحزاب المشترك في تجميد الدماء في عروقه في الماضي ليستندوا في موقفهم غير الرشيد هذا إلى ما يسمونه «الشارع» ويتوهمون أن النظام سوف يسقط وقت مغيب شمس الغد، وأن رئيس الجمهورية المنتخب سيتخلى عن مسؤوليته و «يرحل».. ويتناسون أن الموجودين الآن في الشارع كلهم معنيون بهذه المبادرة، بل إن المؤيدين للمبادرة لديهم قدرة لامتلاك زمام المبادرة في الشارع إذا جد جدهم!! * لندع «المبارزة» في الشارع جانباً.. ففي اعتقادي أن الأهم من هذه المبادرة المهمة هو أن تجد طريقها للتنفيذ من الآن وبوتيرة عالية وأفق مفتوح.. أن تتحول إلى برنامج عمل نحب رؤيته وهو يتحقق في الواقع وفق برنامج زمني محدد. ينبغي حماية هذا المشروع من الموت كما حدث لمشاريع سابقة تم وأدها من قبل الحزب الحاكم وشركائه بدعوى أنهم كانوا ينتظرون الآخرين ليسيروا معاً.. ينبغي الشروع فوراً في التواصل مع جميع الأطراف التي تؤيد هذه المبادرة بمن في ذلك الذين لديهم أفكار لتطويرها، ومن ثم تشكيل فرق العمل أو اللجان المعنية بتحويل المبادرة من إعلان سياسي إلى دستور وأنظمة قانونية ومنظومات مؤسسية لليمن الجديد.