كان لدى جحا خروف جميل وكان يحبه، فأراد أصحابه أن يحتالوا عليه من أجل أن يذبح لهم الخروف ليأكلوا من لحمه وقال أحدهم له: ماذا ستفعل بخروفك يا جحا ؟ فقال : أدخره لمؤونة الشتاء فقال له صاحبه: هل أنت مجنون ألم تعلم بأن القيامة ستقوم غدا أو بعد غد! فهاته لنذبحه و نطعمك منه. ولم يعبأ جحا بكلام صاحبه، ولكن أصحابه أتوه واحدا تلو الآخر يرددون عليه نفس النغمة حتى ضاق صدره ووعدهم بأن يذبحه لهم في الغد ويدعوهم لأكله في مأدبة فاخرة في البرية. وهكذا ذبح جحا الخروف وأضرمت النار فأخذ جحا يشويه عليها، وتركه أصحابه وذهبوا يلعبون ويتنزهون بعيدا عنه بعد أن تركوا ملابسهم عنده ليحرسها لهم، فاستاء جحا من عملهم هذا لأنهم تركوه وحده دون أن يساعدوه، فما كان منه إلا أن جمع ملابسهم وألقاها في النار فالتهمتها. ولما عادوا إليه ووجدوا ثيابهم رماداَ، هجموا عليه فلما رأى منهم هذا الهجوم قال لهم : ما الفائدة من هذه الثياب إذا كانت القيامة ستقوم اليوم أوغدا لا محالة؟.