- عدد غير قليل من مدارس العاصمة توقفت فيها الدراسة كلياً أو جزئياً لأن المدرسين فيها تفرغوا كلياً للسياسة وذهبوا يخيمون مع المخيمين ويعتصمون لاسقاط النظام، وقد أغراهم سكوت وزارة التربية عنهم وعدم اتخاذ أي اجراءات قانونية بحقهم.. وهذا الوضع نفسه موجود ايضاً في بقية المحافظات.. من حقهم أن يعتصموا ويمارسوا حقوقهم السياسية، لكن لا ينبغي استغلال هذا الوضع الطارئ على البلاد للتهرب من واجباتهم، فأوقات الدراسة لا تزيد على أربع ساعات في اليوم، وبقية اليوم لديهم وقت طويل لممارسة السياسة والاعتصام.. بل إن هذا الانقلاب سمح لمعلمين كسالى أن يمنحوا انفسهم اجازات ويبقوا في البيوت أو الاشتغال بأعمال أخرى. لو كانوا مضربين للمطالبة بحقوق مادية لتفهمنا الأمر.. لكنهم ليسوا كذلك لأن اجورهم او الزيادات التي كانت تطالب بها نقابتهم قد دفعت، ولم يتبق سوى العلاوات السنوية المقر صرفها من حيث المبدأ، ربما تضاف الى رواتبهم في هذا الشهر او الذي يليه وبأثر رجعي. - في بيتنا الصغير أو اسرتنا الصغيرة طالب جامعي وطالب في الثانوية وطالبة في التعليم الاساسي جميعهم لا يدرسون.. امس ذهبنا الى المدرسة نسأل عن حالة بنتنا فقالت لنا المديرة من الأفضل ان تبقوها في البيت الى حين لأن المدرسين غائبون باستثناء واحد او اثنين في كل فصل والبنات يأتين الى هنا من أجل حصة واحدة في اليوم وبقية الوقت محصورات داخل الفصول إلى ان تأتي الحافلات نهاية اليوم الدراسي لإعادتهن إلى البيوت.. وقد استمعنا الى نصيحة المديرة، وانضمت البنت إلى اخويها، فصاروا ثلاثة في اسرة صغيرة، فما بالك بالأسر الكبيرة.. وهذا الوضع غير مقبول يا وزير التربية والتعليم، وليس مطلوباً من الوزارة ومكاتبها ان تفعل أكثر مما هو قانوني.. غياب المدرس او الموظف العام بدون عذر لعدة أيام يعرضه للغياب الذي يصل الى الفصل.. فكيف عندما يستمر شهراً أو يزيد..؟ وكما قلنا.. مدة اليوم الدراسي اربع ساعات واحياناً اقل.. ولا بد ان يأخذ المجتمع حقه كاملاً من هذه الساعات، وبقية الوقت الذي يمتد عشرين ساعة هم احرار في كيفية استغلاله. - كيف لأشخاص ان يطوروا ويغيروا الدنيا كما يدعون وهم غير ملتزمين بأدنى مسئولياتهم.. يتركون أعمالهم الأساسية للاشتغال بقضايا أخرى، بينما الجمع بين الاثنتين متاح. وكما قلت.. ان كثيرين يستغلون هذا الوضع الطارئ حتى للتهرب من العمل لمجرد التهرب منه واعطاء انفسهم اجازة أو راحة.. فقبل ايام على سبيل المثال حدثت "مضرابة" داخل احدى مدارس البنات في احد الاحياء بالعاصمة.. معلمات يحرضن الطالبات على الخروج من المدرسة والعودة الى البيوت، وأخريات يعترضن على ذلك لأنه لا يوجد مبرر.. وحدث الاشتباك الذي لم ينفض إلا بعد تدخل الشرطة. ولذلك يتوجب على وزارة التربية التي تعتبر وكيلة المجتمع ووكيلة كل اسرة ووكيلة كل أب وأم أن تنهي هذا الوضع المدرسي المختل، وأن تتخذ اجراءات قانونية بحق الذين يتغيبون عن مدارسهم.