قال مصدر قضائي يوم أمس الاحد ان أغلبية كبيرة من المصريين وافقت على تعديلات دستورية في استفتاء سيفتح الطريق أمام اجراء انتخابات مبكرة. وأضاف المصدر ان 70 في المئة من الناخبين وافقوا على التعديلات وان نسبة الاقبال على التصويت بلغت 60 في المئة مما يعني ان نحو 27 مليون مصري شاركوا في تصويت هو الاول من نوعه في مصر الذي لا تعرف نتيجته مسبقا. وكان الاقبال دائما ضعيفا للغاية في الانتخابات السابقة التي كانت تزور بانتظام في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي اطيح به في 11 فبراير شباط في ثورة شعبية اجبرته على تسليم السلطة الى الجيش. وحظيت التعديلات بتأييد جماعة الاخوان المسلمين اكبر جماعة اسلامية في مصر وبقايا الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يتزعمه مبارك. وقال المحلل السياسي ضياء رشوان لرويترز ان الخوف الرئيسي هو ان يفسر الامر من قبل بعض القوى السياسية التي ايدت التعديلات على انه نوع من التأييد لبرامجها مشيرا الى انه يقصد الاسلاميين. وكان الاستفتاء ركيزة اساسية في المسار الذي رسمه الجيش نحو اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية. واشار الجيش الى ان الانتخابات البرلمانية قد تجرى في سبتمبر ايلول وبعدها تجرى انتخابات الرئاسة. وينظر البعض لاجراء الانتخابات مبكرا على انه يصب في صالح الاخوان المسلمين وبقايا نظام مبارك. وادى القمع لعشرات السنين في عهد مبارك الى سحق القوى السياسية الاخرى التي تطالب بفترة انتقالية اطول تسمح بتعافي الحياة السياسية. هذا وقد أدلى ملايين المصريين يوم أمس الأول السبت في جو من البهجة بأصواتهم في استفتاء على تعديلات دستورية يأمل المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم أن يفتح الطريق لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية خلال ستة أشهر. وأغلقت معظم لجان الاقتراع أبوابها في الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (1700 بتوقيت جرينتش) لكن سمح للناخبين الموجودين فيها بالاقتراع. وقرر المشرفون على الاستفتاء مد الاقتراع بضع ساعات في محافظة قنا في جنوب البلاد لتأخر الاقتراع فيها بسبب غياب الإشراف القضائي. وقال شهود إن فرز الأصوات بدأ في كثير من اللجان. وفي أحد الصناديق بلجنة مدرسة الخديوي إسماعيل الثانوية بحي السيدة زينب في القاهرة وافق على التعديلات 265 ناخبا مقابل 219 وفي صندوق ثان وافق 277 مقابل 198 وفي صندوق ثالث وافق 291 مقابل 232 رفضوا التعديلات. وأدلى الناخبون بأصواتهم في نحو 45 ألف لجنة اقتراع. وقال مراقبون إن الإقبال على التصويت فاق المتوقع في أول استفتاء في التاريخ الحديث لا تعرف نتائجه مسبقا بسبب الإقبال الضخم من الناخبين وشفافية واضحة في إجراءات الاقتراع. وهذا هو أول استفتاء في مصر منذ تخلي الرئيس حسني مبارك عن منصبه في الحادي عشر من فبراير شباط تحت ضغط احتجاجات غاضبة على سياساته شارك فيها ملايين المصريين. لكن وكالة أنباء الشرق الأوسط ذكرت أن أربع منظمات تراقب حقوق الإنسان تقدمت بشكاوى إلى اللجنة القضائية المشرفة على تنظيم الاستفتاء من مخالفات وأخطاء شابت الاقتراع. وقالت الوكالة إن المنظمات رأت أن المخالفات والأخطاء المشكو منها "تؤثر على المعايير الدولية للنزاهة والشفافية في إدارة العملية الانتخابية.