تجمع عشرات الالاف من السوريين تأييدا للحكومة يوم أمس الثلاثاء في الوقت الذي من المتوقع أن يلقي فيه الرئيس بشار الاسد خطابا بعد أسبوعين من الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والتي لقي خلالها 60 شخصا على الاقل حتفهم. ويواجه الاسد أكبر تحد لحكمه المستمر منذ 11 عاما بعد احتجاجات في الجنوب وامتدادها للكثير من أجزاء البلاد. ومن الممكن أن يعلن الرئيس الغاء حالة الطوارئ في سوريا المستمرة منذ عشرات السنين. وقصر المحتجون في البداية مطالبهم على المزيد من الحرية لكن بعد القمع الذي عاملتهم به القوات الامنية خاصة في درعا حيث انطلقت الشرارة الاولى للاحتجاجات أصبحوا يدعون الى اسقاط النظام. وأظهر التلفزيون السوري لقطات لاشخاص في العاصمة دمشق وحلب والحسكة كانوا يحملون صورا للاسد ويهتفون قائلين «الله.. سوريا.. بشار». وفي شريط للاخبار قال التلفزيون الحكومي في خبر عاجل ان المؤامرة «فشلت» في تكرار لاتهامات حكومية بأن عناصر أجنبية وعصابات مسلحة وراء الاضطرابات. وجاء في شريط اخر للاخبار «بالروح بالدم» نفدي الوحدة الوطنية. وقال موظفون وأعضاء في النقابات التي يسيطر عليها حزب البعث الذي يتزعمه الاسد -والذي يتولى السلطة منذ نحو 50 عاما- انهم تلقوا أوامر بحضور التجمعات التي بها وجود كثيف للقوات الامنية. وتحظر في سوريا كل التجمعات والمظاهرات الا التي ترعاها الحكومة. وقال فاروق الشرع نائب الرئيس السوري ان الرئيس البالغ من العمر 45 عاما سيلقي كلمة خلال الساعات الثماني والاربعين القادمة «تطمئن كل أبناء الشعب». وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئاسة ان الاسد اتخذ قرارا برفع حالة الطوارئ لكنه لم يذكر وقتا محددا. وقالت تقارير في وسائل اعلام عربية ان من المرجح أن يقيل الاسد الحكومة الحالية. لكن مسؤولين سوريين ونشطاء في مجال حقوق الانسان ودبلوماسيين يشكون في أن الاسد الذي أشرف على القضاء على انتفاضة عنيفة للاكراد في شمال البلاد عام 2004 سيلغي قوانين الطوارئ دون أن يجعل قوانين أخرى مماثلة تحل محلها. ويجري العمل بقوانين الطوارئ في البلاد منذ عام 1963 للقضاء على المعارضة السياسية وتبرير الاعتقالات التعسفية واطلاق يد الاجهزة الامنية القمعية. ويريد المحتجون الافراج عن السجناء السياسيين ومعرفة مصير عشرات الالاف اختفوا في الثمانينات. وفي الاسبوع الماضي تعهد الاسد بدراسة انهاء حالة الطوارئ وبحث صياغة قوانين متعلقة بمنح المزيد من الحريات السياسية والاعلامية ورفع مستوى المعيشة لكن هذا لم يفلح في تهدئة المحتجين الذين زادت جرأتهم. وفي درعا المدينة الواقعة في جنوب البلاد والتي تمثل نقطة اشتعال للاحتجاجات دمر محتجون تمثالا لحافظ الاسد والد الرئيس الحالي والذي اشتهر بعدم تقبله للمعارضة. وفي عام 1982 أرسل قوات لاخماد انتفاضة مسلحة قامت بها جماعة الاخوان المسلمون مما أسفر عن مقتل الالاف وتسوية جزء من مدينة حماة بالارض. وشهدت حماة كذلك احتجاجات ونشر الاسد الجيش في مدينة اللاذقية التي وقعت بها اشتباكات قال مسؤولون انها أسفرت عن سقوط 12 قتيلا على الاقل في الاسبوع الماضي. وأثار قمع الاسد للاحتجاجات انتقادات دولية وضغوطا للتعجيل بالاصلاحات السياسية. ولم تكن مثل هذه الاحتجاجات واردة على الاطلاق قبل شهرين في بلد تحكم عليه الاجهزة الامنية قبضتها. وقال ماركوس كيبريانو وزير خارجية قبرص والذي أرسله الاتحاد الاوروبي مندوبا الى دمشق يوم أمس الأول الاثنين انه يبدو أن الحكومة السورية تعتزم اجراء اصلاحات. وصرح كيبريانو لاذاعة قبرص الحكومية قائلا «انهم مستعدون للمضي قدما في الاصلاحات والتغييرات.. أعلن ذلك بالفعل. لكن بالطبع الاتحاد الاوروبي يريد أن يرى شيئا أكثر تحديدا.. كان ذلك بين القضايا التي بحثناها.