يعتبر سرطان عنق الرحم ثاني اكثر السرطانات شيوعاً بين النساء بعد سرطان الثدي ، كون أعراضه لا تظهر بوضوح في الحالات المبكرة للمرض ، ويحدث عند بدء الخلايا في التغير من طبيعتها ووظيفتها نتيجة تدميرها ما يؤدي إلى تعثر نمو الخلايا بصورة طبيعية وحدوث السرطان الذي يمتد تأثيره إلى الأنسجة المجاورة ، وعندما تبدأ هذه التغيرات السرطانية في الحدوث تكون محددة في الطبقة الخارجية من عنق الرحم لمدة تتراوح من (10-2) سنوات قبل أن تبدأ في مهاجمة الطبقة العميقة من عنق الرحم ، وبعد ذلك تبدأ في مهاجمة الأنسجة والأعضاء المجاورة للرحم . صحيفة (( 14 أكتوبر )) التقت بالدكتور عيدروس عبد الله يوسف اختصاصي جراحة أمراض النساء والتوليد بمستشفى الوحدة التعليمي- محافظة عدن الذي أفادنا حول ما يتعلق بهذا المرض : أسباب الإصابة بالمرض عن أسباب الإصابة يقول د. عيدروس : هناك أربعة عوامل رئيسية تساعد على ظهوره وهي : تعدد الممارسات الجنسية غير الشرعية والتدخين ، والجهل بقواعد التغذية ، وتدني الظروف الاقتصادية والاجتماعية ومن أهم أسباب سرطان عنق الرحم فيروس الورم ألحليمي البشري (HPV) ، وهو مجموعة متنوعة من الفيروسات التي تلحق (DNA ). وهناك أكثر من 100 نوع منها : دمامل جلدية حميدة اوحليمات تنتقل عن طريق التلامس الجلدي العادي وفيروس الورم ألحليمي البشري التناسلي شائع الانتشار ، و 75 % من النساء (بالغرب ) يتعرضن للعدوى مثل الثآليل الجلدية (وتسمى بالفهاليل) والتناسلية أو الشرجية ، التي عادة لاتظهر لها في المراحل الأولى أية أعراض ولكنها تبدأ بالظهور مع تقدم مرحلة المرض ومن هذه الأعراض : نزيف مهبلي غير طبيعي ويتمثل في الصور الآتية : -1 إفرازات مخاطية مهبلية ممزوجة بدماء وغير مصحوبة بحكة . 2 - تزداد كميتة (نزيف دموي ) بعد المعاشرة الزوجية ، مصحوبة بألم. وقد يأتي الألم بشكل نوبات عصبية خفيفة تشتد ليلاً وتخف نهاراً ما يتسبب بالأرق ، كما تفقد المريضة شهيتها وتصاب بوهن وضعف وإرهاق وفقر دم بسبب النزيف المتواصل من الورم نفسه وتفقد المريضة عدة كيلوجرامات من وزنها . وقال د.عيدروس : أما عن التشخيص أولاً نأخذ عينة من عنق الرحم ويتم فحصها معملياً للتأكد من وجود خلايا سرطانية ، وتصوير الجهاز البولي مع استخدام مادة ملونة ((Barium))، وثم تصوير القولون مع استخدام تلك المادة الملونة ، وعمل أشعة مقطعية وبعد ذلك عمل جهاز منظار لعنق الرحم . إعادة التحليل وعن إعادة التحليل يقول: في حالة وجود متغيرات بسيطة ، هنا يجب إعادة الفحص بعد أشهر، وإذا ظهر الفحص الثاني سليماً يعاد بعد سنة لزيادة التأكد ، أما إذا ظهر التحليل الثاني متحول إلى متوسطCIN)) أو شديد (CIN)، فيجب في هذه الحالة فحص السيدة عن طريق منظار عنق الرحم و( colposcopy ) . طرق العلاج أما عن طرق العلاج فيقول: تعالج حالات ال(CIN) - خلايا عنق الرحم المتحورة باستعمال الليزر لقتل الخلايا غير الطبيعية وأيضا باستعمال الحرارة والتبريد . ويقول أن ما يفضل عند الأطباء هو استئصال المناطق غير الطبيعية عن طريق الشق الجراحي، والتدخل الجراحي يكون باستئصال عنق الرحم وأحيانا الرحم ، والعلاج الإشعاعي خارجيا وداخليا لعنق الرحم ، واستئصال جزء مخروطي من عنق الرحم (cone Biopsy ). طرق الوقاية وعن الوقاية من هذا المرض ذكر الطرق التالية: التوقف عن التدخين ، وتأجيل سن الزواج حتى 18سنة ، والإقلال من استعمال حبوب منع الحمل لفترة طويلة، وعدم ممارسة الاتصال الجنسي غير الشرعي لتجنب الإصابة بالفيروس ، والقيام بعمل فحص مهبلي دوري لتشخيص أية تغيرات قد تحدث في عنق الرحم مبكراً، واختبارات فيروس الورم الحليمي ، واختبارات فيروس الورم الحليمي (HPV) ، واثبت اختبار لطاخة باب أنه من أنجح اختبارات الفحص (screening )في تاريخ الطب ، واللقاح عقار جارداسيل كلقاح للفيروس المعني وكواق من الإصابة بالفيروس بنسبة 70 % من الإصابة بسرطانات عنق الرحم. النصائح وأخيراً ينصح د.عيدروس كل امرأة متزوجة يبلغ عمرها بين( 20 - 64) أن تخضع للفحص وبشكل دوري ،كما أن على كل امرأة تبلغ 65سنة وما فوق ولم تجر هذه الفحص مطلقاً طيلة حياتها عليها أجراؤه مرة واحدة على الأقل , اما التي أجريت لها عملية استئصال الرحم فلا تحتاج إلى هذا الفحص . وإذا لاحظت أي نزيف رحمي بين دورة شهرية وأخرى ونزيف ما بعد الجماع ، وزيادة شديدة في الإفرازات المهبلية غير مستحبة ،فاستشيري طبيبيك المختص فوراً لأنه إن وجد السرطان وأكتشف مبكراً فان معالجته أكيدة ومضمونة.