أنتاناناريفو عاصمة جمهورية مدغشقر الديمقراطية وكبرى مدنها، استبدل باسمها «تاناناريفو» السابق اسمها الجديد أنتاناناريفو رسمياً وفقا لدستور عام 1975، تتوسط البلاد بموقعها وهي أقرب إلى الشمال وإلى الساحل الشرقي، إذ تعد عاصمة الإقليم المركزي الشرقي الذي يعد أغنى أقاليم البلاد، فهو يمتاز بهضابه وبحيراته وينابيع المياه الحارة فيه وبسهوله الواسعة الخصبة التي تشتهر بزراعة الرز والخضر والكرم. تتربع العاصمة فوق سلسلتين من التلال المرتفعة تقطعان الجزيرة من الشمال إلى الجنوب، وتتباعدان لتشكلا ربوة « آلامانية» ذات الموقع الاستراتيجي، ويراوح ارتفاعها مابين ( 1200 - 1480م) فوق سطح البحر. تأسست أنتاناناريفو في القرن السابع عشر مركزا لقبيلة «هوفا»، ثم صارت بعد ذلك عاصمة لمملكة «ميرينا» التي حكمت الجزيرة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. تتصف أحياء أنتاناناريفو بتدرج فريد، فالأحياء العليا في القسم المرتفع من المدينة، تتصف بغناها بالآثار التاريخية وبأثرها الثقافي والعلمي، وبارتفاع الكثافة السكانية فيها، في حين تؤلف الأحياء الوسطى مركزاً للنشاطات الإدارية والتجارية والفندقية، ويؤلف وادي «آنالاكيلي» مع ملحقه «تسارالالانا» مركزا للأعمال المختلفة واللهو، يقام فيه كل يوم جمعة سوق تجارية تعرف بسوق «زوما». وهناك الأحياء المحيطة بالمدينة على شكل قوس نصف دائري، وتقسم إلى أحياء شعبية جداً، وأخرى شعبية إلا أنها أكثر رقياً وسكاناً، وهي صلة وصل بين المدينة والضواحي (آلاروبيا وآنتانيمينا وسوانيرانا). وتعد المدينة مركزاً تجارياً وعقدة مواصلات مهمة، إذ تشكل أكبر سوق تجارية نابضة بالحياة في مدغشقر، وتحوي مجموعة كبيرة من المنتجات، وتعد أنتاناناريفو مركزاً صناعياً مهماً، يضم صناعة التبغ والمواد الغذائية ودباغة الجلود والملابس والأخشاب والطباعة والمواد الكيمياوية والتقنية والطبية . كما تعد مركزاً علمياً وثقافياً مهماً، إذ تضم جامعة مدغشقر التي تأسست عام 1961 ضمن حرم بديع، والكثير من معاهد البحث العلمي والمدارس التقنية والمكتبات.