* مواطن تلقى تعليما محدودا وامتلك بجهده معملا لإنتاج إحدى السلع، يفكر تفكيرا أرقى وأبدع من تفكير قيادات المعارضة. وجد أن السلعة التي ينتجها تكلف مالا وجهدا يبذله هو وعماله ولم تنفق في السوق، فقرر التوقف عن إنتاجها والانتقال إلى مجال آخر، وهو اليوم يكسب كثيرا ويشتغل معه عدد أكبر من العمال يكسبون أيضا. قيادات أحزاب المشترك ليس لديها هذه المرونة والتفكير الخلاق.. متصلبة للغاية رغم أن كل الشواهد في الساحة الوطنية تدلها على التخلي عن التصلب، والتعاطي مع الأزمة القائمة بتفكير مختلف بعد أن ظهر لها أن السوق التي تروج فيها لسلعتها أو أزمتها، تروج فيها سلعة أخرى أجود والمقبلون عليها أكثر.. تتصلب وتعاند ولا تحاور بشأن الأزمة وهي التي ترى أمام أعينها الرأي العام المحلي والقوى الوطنية والأشقاء والأصدقاء يميلون جميعاً إلى اعتبار الحوار هو الطريقة المثلى ولا خيار آخر للخروج من هذه الأزمة. * أحزاب اللقاء المشترك كثيراً ما شكت من صعوبة وصولها إلى السلطة، وترى أن هذا هو الوقت المناسب لذلك لاعتقادها أن النظام الذي تحمله أسباب إخفاقاتها وصل الآن إلى اضعف حالاته، وهذا من سوء تقديراتها، فأسباب عدم وصولها إلى السلطة عن طريق الانتخابات كامنة فيها وهي معروفة لها وللآخرين، وإذا كان للسلطة دور في ذلك من خلال النظام الانتخابي القائم مثلاً فذلك لا يتعدى عشر أسباب الإخفاق، ويتعين على قيادات هذه الأحزاب أن تكون شجاعة وأن تعترف بمسؤولياتها عن إخفاقاتها، وأن لا تخدع نفسها بالاتكاء على الشباب أو علي محسن أو وهم السقوط الوشيك للرئيس وأركان النظام، فمن شأن ذلك أن يطيل أمد الأزمة فقط، ولن ينهيها بالطريقة التي تتصورها هذه القيادات. إن هدفهم الوحيد هو رحيل الرئيس علي عبدالله صالح، وهو مطلب غير أصيل بل تم تبنيه من باب محاكاة تجربتي تونس ومصر، وفي وضع مختلف وبلد مختلف، فالساحة الوطنية مليئة بأغلبية مؤيديه فضلاً عن المواقف الواضحة للدول والمنظمات الإقليمية وكذلك في المجتمع الدولي، ولا جدوى من التفكير بتلك الطريقة في ظروف كهذه. * إن الشباب الذين يفترشون الشوارع، وقد مضى على ذلك أكثر من شهرين، كان يمكن لهم أن ينجزوا مهمتهم الوطنية في وقت قصير، لكن بعد أن أفسدت مهمتهم من قبل المشترك وخاصة الإصلاحيين، وبعد أن انخرط في صفوفهم الانتهازيون، وأطبقت عليهم فرقة علي محسن بعد ذلك، صاروا مسخرين لخدمة مشروع غير مشروعهم، ويتم حتى أمس زجهم في معارك وغزوات من قبل الذين يحاولون إيجاد ظروف ملائمة لإسقاط النظام أو على الأقل تحسين موقفهم التفاوضي أمامه، لكن هذا التكتيك المجنون سيؤدي إلى نتيجة مختلفة، فالشباب المستغلون في هذه المعارك والغزوات صاروا مرهقين، أنهكوا في الساحات العامة، وسلوكهم يدل على ذلك.. غضب وأفعال عدوانية وغير ذلك من الأفعال التي تدل على الإحباط.