ألقَتِ الساعاتُ الطويلةُ بين رجلي وأنا أجلس على مقعدِ السيارة ملقى على شفيرِ الانتظار حتى أجل غير مسمى، يتحرك الشارع بسائليه ذهاباً وإياباً وتحترق من حولي الأرضُ الحاسرةُ غيرُ المظللة ، فالشمسُ ساخنةٌ كرأسي الساخن، تفورُ أفكارها متجاهلاً أسبابها فأنا أعلم أنها مثقفة وبالعلومِ مدججة وأنها اجتهدت لأزمنةٍ معي في صروحِ الجامعة وأصغرُ أهدافها كان عملاً مرموقاً في منشأةٍ متطورة وكانت لا تشك في حصولنا على سيارةٍ أردتها فكم كانت مؤمنة قبلَ أن يعميها الكفر وتستجِدَّ البدايةُ نفسها. كررت نفسها الساعاتُ الطوال.. حتى قاطعها راكبٌ بغفلةٍ عن الحال، كان مشواره مراً كمرارة التاكسي.. وعلى هذا تتناوبُ مرارتي الأيام.