خففت مصر قيود السفر المفروضة على سكان غزة يوم أمس السبت لتقوض الحصار الذي تفرضه اسرائيل على الاراضي الفلسطينية لعزل حكامها من حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وسمحت مصر بدخول نحو 300 من سكان غزة أراضيها عبر معبر رفح في أول ساعة لافتتاحه. وتسعىمصر التي ابرمت معاهدة سلام من اسرائيل عام 1979 لتحسين علاقاتها مع الفلسطينيين. وبحلول بعد الظهر قال مسؤول حدودي فلسطيني ان نحو 450 شخصا عبروا المنفذ من الجانب الفلسطيني.ومن المقرر ان يغلق المعبر في الساعة الخامسة بعد الظهر (14:00 بتوقيت جرينتش). ووفق القواعد التي اعلنتها مصر يوم الاربعاء الماضي لفتح المعبر وهو المنفذ الوحيد لغزة التي تسيطر عليها حماس فانه سيعمل ستة ايام اسبوعيا بدلا من خمسة وستمدد ساعات العمل بواقع ساعتين كل يوم. وقال غازي حمد وكيل وزارة الخارجية في حكومة حماس في غزة «أعتقد أن هذه نقلة نوعية وتطورا ايجابيا». وتفرض اسرائيل حصارا على قطاع غزة ورفض المسؤولون الاسرائيليون التعليق على فتح معبر رفح. وتسمح اسرائيل باستيراد غزة بعض السلع عبر معابر حدودية برية وتسمح بخروج عدد قليل من سكان غزة للعلاج بصفة اساسية. وتعفي القواعد المصرية الجديدة النساء والقصر والرجال فوق الاربعين من الحصول على تأشيرات لدخول البلاد وهو ما يعني اتاحة الفرصة لمئات اخرين بالعبور يوميا. وفي السابق لم يكن يتسن لاكثر من 300 من عبور المنفذ للخروج من غزة وتوقع حمد ان يرتفع الرقم لثلاثة امثاله بفضل خطوات التنسيق الجديدة. وقال حمد الذي يشرف على العمل في المعبر لرويترز «سوف نتعاون مع الاخوة المصريين من أجل أن نضمن تطبيق الاليات الجديدة بشكل سلس ودقيق. نحن نتمنى أن يصل عدد المسافرين يوميا الى حوالي الالف مسافر». ورحبت حماس بالخطوة المصرية كدليل على بداية عهد جديد في العلاقات بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط الذي تعاون مع اسرائيل لابقاء الحصار على قطاع غزة وانحاز للرئيس الفلسطيني محمود عباس.وتوسطت مصر لابرام اتفاق مصالحة بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها عباس وقع في وقت سابق من الشهر الجاري لانهاء اربعة اعوام من الصراع بين الجانبين في خطوة يأمل فلسطينيون ان تقود لتشكيل حكومة وحدة واجراء انتخابات في غضون عام. وقال نبيل شعث المسؤول البارز في حركة فتح والذي يزور غزة ان تخفيف قيود السفر على سكان غزة جاء نتيجة اتفاق المصالحة الذي «سهل المهمة على القاهرة... انهم يتعاملون الان مع كيان (فلسطيني) واحد.نحن سعداء جدا بهذا القرار المصري الشجاع لفتح المعبر ولفك السجن الذي فرضته اسرائيل على الشعب في غزة».وزاد الحصار من الفقر المدقع في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 1.5 مليون نسمة. وعبرت اسرائيل عن املها بالا تقبل القاهرة مطالبة حماس بالسماح بمرور سلع عبر المعبر خشية تهريب الاسلحة للقطاع ما يدعم النشطاء هناك. ورفض شعث هذه المخاوف قائلا «فتح هذا الباب لا يعني ان مصر تريد ان تدخل قنابل أو متفجرات... مصر تريد ان تتيح السفر للافراد الذين يريدون ان يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي». وقال حزب كديما المعارض الرئيسي الذي يمثل الوسط الاسرائيلي ان عجز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اقناع مصر بابقاء معبر رفح مغلقا دليل على فشل سياسته الخارجية. وذكر الحزب في بيان «فك الحصار دون تنسيق (بين مصر واسرائيل) وضد رغبة (اسرائيل) فشل لحكومة نتنياهو اذ ترك ضعفها الدبلوماسي وفشلها في التنسيق مع الدول الاجنبية اسرائيل في عزلة». وعمل المعبر على فترات متفرقة منذ عام 2007 بعد اغلاق مصر اياه اثر سيطرة حماس على قطاع غزة. وفازت حماس في انتخابات المجلس التشريعي التي اجريت في عام 2006 وسيطرت على القطاع في العام التالي في أعقاب اقتتال داخلي مع حركة فتح. وفي العام الماضي سمحت مصر في ظل رئاسة مبارك بفتح المعبر بشكل منتظم خمسة أيام في الاسبوع وسمحت بعبور أشخاص لاسيما الطلبة او من يحتاجون لعلاج أو من يحملون تأشيرة لدولة ثالثة او من يحملون جنسية مزدوجة لاراضيها من غزة.