اولكشف تقرير صادر عن منظمة "اليونسكو" أن النزاعات المسلحة تحرم 28 مليون طفل من التعليم، إضافة إلى العنف الجسدي والاغتصاب.وأفاد تقرير اليونسكو، الذي حمل عنوان "الأزمة المخفية: النزاعات المسلحة والتعليم"، أن ما يقدر بنحو 42% من أصل 67 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة، وأن ال28 مليون طفل الذين لا يذهبون إلى المدرسة هم رقم تم تسجيله في 2008م.وفي أفغانستان سجل ما لا يقل عن 613 هجوماً على مدارس في العام 2009م، مقابل 347 في العام 2008م.. وفي باكستان شن متمردون هجمات عديدة على مدارس البنات من بينها هجوم أدى إلى إصابة 95 طالبة بجروح، بينما تم تدمير 220 مدرسة في شمال اليمن في معارك بين الحكومة ومسلحين في عاميى 2009 و2010م.وخلفت الغارات الإسرائيلية 350 شهيدًا في العامين 2009 و2010م مقابل 1815 جريحاً في صفوف الأطفال و280 مدرسة متضررة.وشارك الأطفال على اعتبارهم جنودا مسلحين في 24 بلدًا، من بينها الكونغو وتشاد وإفريقيا الوسطى والسودان.ولا تزيد مخصصات التربية والتعليم على 2% من المساعدات الإنسانية، الأمر الذي لا يتيح سوى تلبية عدد ضئيل جدا من طلبات المساعدة. الحلول المفتوحة د. محمد الفاتح بريمة -المدير التنفيذي للمنظمة السودانية لتطوير التعليم- أكد أن النزاعات المسلحة تؤثر بشكل مباشر على الطفل، بسبب تدمير البنية الأساسية ونزوح الطلاب عن قراهم، ما يؤدي إلى انقطاعهم عن التعليم بسبب ذهابهم إلى مناطق غير مستقرة. وقال بريمة إن النزاعات تؤدي إلى التسرب من المدرسة، واتجاه التلاميذ لإيجاد فرص للعمل، مشيرا إلى أن النزاعات تؤدي إلى إفقار الأسرة وتأتي أصلا نتيجة الفقر. مؤشرات وأرقام مؤكدة وأضاف د. علاء سبيع -المستشار الدولي بالأممالمتحدة لحماية الطفل- إن التقرير الصادر عن اليونسكو فجر قنبلة كبيرة، في ظل عدم وجود أرقام دقيقة في الوطن العربي حول تأثير النزاعات السياسية على الطفل، وإن كان هناك بعض المؤشرات في اليمن وفلسطين والعراق والسودان.وأكد أن الوضع مخيف مطالبا بإعلان الأرقام، ودعا إلى البدء بالعمل الجماعي للحد من تأثير هذه النزاعات والحروب على أطفالنا في الوطن العربي.وكشف عن حلول مقترحة لهذه المشكلة على النطاق العالمي والمتمثلة في إبراز الانتهاكات التي تحدث على مستوى العالم، وانعكاسها في وسائل الإعلام لعمل قوة ضاغطة للحد من هذا الأمر، ومحاكمة المسؤولين عن هذه الانتهاكات والحروب وعمليات الاغتصاب. د. محمد الفاتح ودعا إلى تكوين لجنة دولية لمواجهة جرائم الاغتصاب التي تحدث في المدارس، في نطاق الحروب ودعمها من المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف: "على المستوى المحلي هناك كثير من الأفكار، من ضمنها اللامركزية في الإدارات التعليمية لتتعامل مع الحروب والنزاعات بشكل يتواءم مع السياق الموجود، وأن تناهض البيئة التعليمية العنف بما يؤدي إلى مزيد من قبول الاختلاف لتقليل النزاعات على المستوى المحلي.وأشار إلى أن دورية تصدرها الأممالمتحدة معتمدة على وجهات نظر موازية من المجتمع المدني تعكس كثيرا من الحقائق، وترصد الانتهاكات مناديا في الوقت نفسه بتطبيق الاتفاقات الدولية. د. علاء السبيع الاضطراب النفسي من ناحية أخرى، أشار البروفسور طارق الحبيب -استشاري الطب النفسي- إلى تغييرات نفسية كبيرة تحدث للطفل، حينما يتعرض لصدمات مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية.وأشار إلى أن هناك اضطرابا يحدث بعد تخطي الإنسان للصدمة، محذرا من خطورة هذا المرض النفسي الذي تكمن أعراضه في تخيل الموقف الدموي الذي شاهده أمامه، والشعور بتوتر شديد وتجنب أي شيء أو موقف يذكره بهذا الحدث، فيشعر بالرعب الشديد وسرعة الاستثارة والتوتر. وتابع قائلا: إن هذا الاضطراب يتطلب برامج علاجية نفسية، لافتا في هذا الصدد إلى أن مرضى "الميل الجنسي للأطفال" يستغلون المجتمعات المفككة الفقيرة، ويستغلون فترات الحروب ليغتصبوا الأطفال.ولمعالجة هذه المشكلة، دعا إلى عدم تعريض الطفل لمشاهدة ما يحدث في الحروب وإشغال الأطفال ببرامج التسلية واللعب، مع استمرارية عملية التعليم، وفي حال عدم القدرة على عزله عن الأحداث يأتي دور الأهل في توضيح الصورة للطفل بما لا يشعره بالرعب.