دعا المئات من الشباب المعتصمين في ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء وفد المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان داخل ساحات الاعتصام نفسها والجرائم المرتكبة ضد الشباب المعتصمين من قبل عناصر متشددة تابعة للإخوان المسلمين وعسكر علي محسن صالح قائد الفرقة الأولى مدرع المنشقة. ووجه الشباب المستقلون نداءً عاجلاً لأعضاء بعثة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التي تزور بلادنا منذ الاربعاء الماضي لزيارة معتقلات الاخوان المسلمين في ساحة الاعتصام وسجون الفرقة الأولى مدرع، والكشف عن مصير العشرات من الشباب الذين تم اقتيادهم واختطافهم من داخل ساحة الاعتصام إلى تلك السجون وتعذيبهم بأبشع الوسائل لأنهم خالفوا الاخوان المسلمين الرأي. وطالبوا بعثة الأممالمتحدة في رسالة موجهة إليها بالضغط على الفرقة الأولى مدرع لمعرفة مكان الشباب المختفين قسرياً، والتي تتهم الفرقة الأمن القومي باختطافهم بينما هم في الأساس موجودون داخل معتقلات الفرقة.. كما طالبوا أيضاً بالتحقيق فيما أسموه ب«مجزرة عمارة حميد الأحمر» في حي النهضة، التي راح ضحيتها أكثر من 51 شاباً ويتهم الشباب فيها عناصر الاخوان باستدراج الشباب المعارضين لهم وعمل مجزرة جماعية لهم في هذه العمارة واتهام السلطة بذلك. ومنذ بداية الاعتصام والشباب المستقلون وشباب «الصمود» يتعرضون للعنف والاقصاء والاضطهاد من قبل الفرقة الأولى مدرع المنشقة، واللجنة التنظيمية المسيطر عليها عناصر الاخوان المسلمين. وفي هذا الصدد نقلت صحيفة «الجمهور» عن مصادرها في ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء حدوث اشتباكات عنيفة عصر الاثنين الماضي بين اللجنة التنظيمية وعسكر علي محسن صالح من جهة وبين الشباب المستقلين وشباب «الصمود» من جهة ثانية، وقد استخدم عناصر الاخوان في هذه الاشتباكات الأسلحة البيضاء والهراوات وصواعق الكهرباء كما استخدم عسكر الفرقة أسلحتهم النارية وسقط في تلك الاشتباكات عشرات الجرحى من الطرفين. وأصدر ائتلاف شباب الصمود مساء الاثنين الماضي بياناً جددوا فيه استنكارهم ورفضهم للاقصاءات والاعتداءات التي يتعرض لها الشباب في ساحات الاعتصام من قبل شباب الإصلاح وعسكر علي محسن.. معتبرين ان ارتكاب مثل هذه الممارسات من قبل شركاء لهم في الساحة والفرقة الأولى مدرع فعل مشين وقبيح.. مطالبين جميع منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في الداخل والخارج بإدانة مثل هذه التصرفات وتحمل المسؤولية إزاءها وتوثيقها حتى ينال مرتكبوها جزاءهم العادل. وكشف ائتلاف شباب الصمود عن اصابة أربعة منهم أحدهم في حالة خطرة برصاص عسكر الفرقة الاثنين الماضي. إلى ذلك اتهم الحزب الديمقراطي اليمني عسكر علي محسن صالح بإحراق مخيمات معتصمين في ساحة التغيير محسوبين على الحوثيين. وأدان الحزب أعمال العنف والاعتداءات المتكررة التي تقوم بها الفرقة الأولى مدرع ضد الشباب المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء.. معتبراً ما حصل من اعتداء على المنتدى الثقافي وإحراق خيمتين تابعتين لائتلاف شباب الصمود سابقة إجرامية خطيرة.. موضحاً ان الاعتداء «يكشف عن نفسية عدوانية للمدعين حماية الساحة ويوضح بطلان الادعاءات التي ما فتئ يرددها قائد الفرقة المنشق علي محسن من مساندة الثورة وحماية المعتصمين». من جهة أخرى أكد النائب العام علي الأعوش أن النيابة المتخصصة بالتحقيق في حادثة جمعة 18 مارس بصدد الانتهاء من التحقيق والتصرف بإحالة ملف القضية إلى المحكمة الاسبوع الجاري. وقال الاعوش خلال لقائه اعضاء بعثة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ان النيابة العامة توالي التحقيقات في القضايا كافة، ومنها حادثة جمعة 18 مارس التي وقعت في حي الجامعة بأمانة العاصمة وراح ضحيتها عدد من الشباب المعتصمين.