مازالت مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين وغيرها من مديريات المحافظة تعيش أوضاعاً مأساوية جراء الحرب الدائرة فيها بين قوات الجيش والجماعات المسلحة التي أطلقت على نفسها ( أنصار الشريعة)، التي سقطت المدينة بين أيديها فجر الجمعة ال 17 من مايو الماضي وبهذا السقوط المريع انقلبت حياة سكانها المسالمين الآمنين رأساً على عقب ونزحوا بشكل جماعي إلى عدن ولحج ومناطق الأرياف الآمنة هاربين من جحيم الحرب التي قذفت بهم إلى المصير المجهول . وفي الوقت الذي تسعى فيه قيادة المحافظة والجهات المعنية في الدولة ومنظمات الإغاثة الإنسانية إلى إنقاذ الأسر المشردة وإغاثتهم بالمساعدات الإسعافية والتخفيف من ظروفهم المؤلمة.. نستغرب أن يتفرغ بعض القيادات المحلية للتصريحات الإعلامية في الفضائيات والصحف لتوجيه التهم جزافاً لقيادة المحافظة تارة بالتقصير وتارة أخرى بالتصرف بالإمكانيات الخاصة بمساعدة المنكوبين النازحين دون أي معلومات حقيقية تذكر. لقد ساءلني كثيراً تصريح أمين عام المجلس المحلي لمديرية زنجبار لإحدى الصحف الذي يتهم فيه المحافظ صالح حسين الزوعري بغيابه عن معاناة النازحين من زنجبار والتصرف بالمبالغ والمساعدات الخاصة بإغاثتهم بشكل شخصي ودون إشراك من يمثل المديرية ، وأنا هنا لست في موقع المدافع عن المحافظ لكن من العيب أن نظلم الرجل ونلفق ضده تهماً غير صحيحة لا توجد إلى إلا في عقلية أمين عام محلي زنجبار الذي يعتقد أنه بذلك يثير الرأي العام ويكسب تعاطف النازحين و بالتالي تأليبهم وشحنهم ضد المحافظ في الوقت الذي يدرك فيه أن المحافظ الزوعري اصدر قراراً بتشكيل لجنة برئاسة عضو الهيئة الإدارية لمحلي المحافظة السيد مهدي الحامد ومن بين أعضائها مدير عام زنجبار قاسم محمد حسين بن هادي شندق وآخرون وحسب تأكيدات رئيس اللجنة لم تتسلم أية مبالغ مالية أو مواد غذائية من الدولة للنازحين بل مساعدات من رجال الخير والجمعيات وبالتالي هذه اللجنة تمثل المحافظ أمام النازحين لمتابعة أوضاعهم وكان الأحرى بالأخ الأمين العام أن يأتي إلى المحافظة وهو مسؤول ليعرف المساعدات التي سلمت للمحافظ الذي يعرف القاصي والداني أنه يبذل أقصى جهوده لحشد وحث الجهات المعنية لدعم النازحين ومتابعة صرف مرتبات ومستحقات الموظفين ولم يكن في معزل عن معاناة الناس بل يبذل كل الجهود لإخراج أبين من وضعها الكارثي. بقي القول إننا -في هذا الوقت العصيب الذي حول محافظتنا إلى خراب وعاصمتنا زنجبار إلى مدينة أشباح- ينبغي أن نوحد صفوفنا ونشحذ هممنا ونكون لحمة واحدة في مواجهة أكبر تحد تدميري عصف بمحافظتنا وأن نترفع عن التراشق الإعلامي وكيل التهم والشتائم على بعضنا وهذا ما أفسدنا.. أرجو أن نستشعر المسؤولية ونعتذر علناً لمن أسانا إليه دون وجه حق.