كشفت تراجيديا الأحداث المأساوية التي عصفت بمحافظة أبين وأبنائها، وعلى وجه الخصوص عاصمتها زنجبار وجارتها مديرية جعار، جراء الحرب الدامية التي شنتها العناصر الإرهابية المارقة لتنظيم القاعدة، والتصدي الشجاع لها من قبل المقاتلين البواسل في الوحدات العسكرية والأمنية والمواطنين الشرفاء الذين حققوا انتصارات ساحقة على هذه الفئة الضالة لاستئصال شرورها وتطهير زنجبار وجعار وكل مدن أبين منها.. هذه المحنة وهذه الحرب اللعينة التي خربت البنى التحتية وأجبرت السكان على النزوح الجماعي من منازلهم كشفت الكثير من الحقائق والمواقف الأخلاقية المسؤولة لبعض القيادات والمسؤولين بالمحافظة وعرت آخرين كانوا في قمة السلبية والتخاذل والجبن والخوف من مواجهة هذه الكارثة ومنهم مدراء عموم فروع وزارات ومؤسسات ووكلاء ومدراء مديريات وأمناء عموم مجالس محلية بالمديريات وقيادات في المؤتمر وآخرين اختفوا فجأة وغابت وجوههم في مواجهة قضايا ومشاكل المواطنين النازحين الذين قذفت بهم الظروف إلى هذه المأساة المروعة.. وربما نذكر البعض بالاسم لاحقاِ ليعرف أبناء أبين والقاصي والداني هذه القائمة السوداء ..بالمقابل يجب إنصاف أولئك المسؤولين الذين تحلوا بالصبر وضمير المسؤولية ولم يتواروا بوجوههم وصمدوا مع المواطنين وبذلوا أقصى ما عندهم لمعالجة أوضاع الناس من نازحين وموظفين وكل مشكلات المحافظة في حدود إمكانياتهم وحدود مسؤولياتهم ومن هؤلاء محافظ المحافظة اللواء الركن صالح حسين الزوعري الذي اعتقد أنه لا يستطيع أحد المزايدة عليه فقد وقف بشجاعة وجسارة ليس في قتال مسلحي القاعدة كون هذا الأمر فوق طاقته وقدراته كمسؤول محلي مدني لا يمتلك سوى عدد ضئيل من الحراسة الشخصية بأسلحتهم الخفيفة.. بل وقوفه مع المواطنين متحملاً كثيراً من الأعباء والتهم الظالمة التي تقبلها بنفس طويل وصدر رحب كون الكثيرين لا يعرفون خفايا الأمور.. لقد بذل اللواء الزوعري جهوداً كبيرة في التنسيق للإسراع بإيواء النازحين في عدن ولحج والتخاطب مع قيادة الدولة والجهات والمنظمات المعنية لتقديم المعونات وتشكيل لجان لهذا الغرض.. كما واصل جهوده لصرف مرتبات الموظفين من الشهر الأول في عدن ونجح في إخراج مرتبات العاملين بمؤسسة المياه التي توقفت قبل تعيينه محافظاً بسبب إفلاسها،وتشكيل لجان لتأمين توزيع مادة الديزل للمزارعين وإنقاذ مزارعهم من الهلاك وزياراته للجرحى والمصابين بالمستشفيات وتقديم المساعدات لعلاجهم والتخاطب مع الجهات المعنية لصرف مساعدات لأسر الشهداء والجرحى وعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع مختلف الجهات لمناقشة أوضاع المحافظة بالإضافة إلى كثير من الجهود الملموسة التي عكست استشعار هذا المسؤول أمانة المسؤولية وهناك قلة من المسؤولين الذين كانوا بجانبه ويستحقون التقدير .. لكن بالمقابل هناك مسؤولون اختفوا ولانراهم إلا لاهثين وراء المساعدات لمزاحمة المنكوبين الحقيقيين دون خجل وهذا ما نعد بتناوله لاحقاً بإذن الله تعالى.