محاولة حوثية غبية لطمس جريمة تهجير إحدى قرى ''تهامة'' بعد انتشار الفضيحة    محاولة اغتيال لشيخ حضرمي داعم للقضية الجنوبية والمجلس الانتقالي    الحزب الاشتراكي اليمني سيجر الجنوبيين للعداء مرة أخرى مع المحور العربي    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    "تسمين الخنازير" و"ذبحها": فخ جديد لسرقة ملايين الدولارات من اليمنيين    الكشف عن آخر التطورات الصحية لفنان العرب "محمد عبده" بعد إعلان إصابته بالسرطان - فيديو    دورتموند يقصي سان جرمان ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    ذمار: أهالي المدينة يعانون من طفح المجاري وتكدس القمامة وانتشار الأوبئة    ردة فعل مفاجئة من أهل فتاة بعدما علموا أنها خرجت مع عريسها بعد الملكة دون استئذانهم    احتجاجات للمطالبة بصرف الراتب في عدن    نيمار يساهم في اغاثة المتضررين من الفيضانات في البرازيل    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يجدد فوزه امامPSG    قصة غريبة وعجيبة...باع محله الذي يساوي الملايين ب15 الف ريال لشراء سيارة للقيام بهذا الامر بقلب صنعاء    إهانة وإذلال قيادات الدولة ورجالات حزب المؤتمر بصنعاء تثير غضب الشرعية وهكذا علقت! (شاهد)    زنجبار أبين تُودّع أربعة مجرمين... درس قاسٍ لمن تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع    اتفاق قبلي يخمد نيران الفتنة في الحد بيافع(وثيقة)    شبكة تزوير "مائة دولار" تُثير الذعر بين التجار والصرافين... الأجهزة الأمنية تُنقذ الموقف في المهرة    الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة    صنعاء.. إصابة امين عام نقابة الصحفيين ومقربين منه برصاص مسلحين    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    البنك المركزي اليمني يكشف ممارسات حوثية تدميرية للقطاع المصرفي مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34789 شهيدا و78204 جرحى    قيادات حوثية تتصدر قائمة التجار الوحيدين لاستيرات مبيدات ممنوعة    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    الاتحاد الأوروبي يخصص 125 مليون يورو لمواجهة الاحتياجات الإنسانية في اليمن مميز    أبو زرعه المحرّمي يلتقي قيادة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في مديرية بيحان بمحافظة شبوة    ارتفاع اسعار النفط لليوم الثاني على التوالي    العين يوفر طائرتين لمشجعيه لدعمه امام يوكوهاما    ريال مدريد الإسباني يستضيف بايرن ميونيخ الألماني غدا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    تنديد حكومي بجرائم المليشيا بحق أهالي "الدقاونة" بالحديدة وتقاعس بعثة الأمم المتحدة    الأمم المتحدة: أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة مميز    مجلس النواب ينظر في استبدال محافظ الحديدة بدلا عن وزير المالية في رئاسة مجلس إدارة صندوق دعم الحديدة    باصالح والحسني.. والتفوق الدولي!!    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    وصول باخرة وقود لكهرباء عدن مساء الغد الأربعاء    طلاب تعز.. والامتحان الصعب    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسئول هندي التعاون العسكري والأمني    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    وتستمر الفضايح.. 4 قيادات حوثية تجني شهريا 19 مليون دولار من مؤسسة الاتصالات!    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نازحو أبين: ما نتمناه..فقط..مساواتنا باللاجئين الصوماليين!
«27» مايو الذگرى المؤلمة لسقوط مدينتهم
نشر في الجمهورية يوم 28 - 05 - 2012

حسب المثل الشعبي القائل«من خرج من داره قل مقداره» وهذا هو مصير نازحي أبين في عدن أو غيرها من المحافظات والكل يدرك أن هذا الخروج لم يكن برغبتهم بل كان قسرياً عليهl فرضته الحرب من حولهم التي أكلت الأخضر واليابس ولم تستثن شيئاً لم تدمره من خلال مرور عام كامل منذ سقوط عاصمة المحافظة صبيحة 27من مايو2011م.أبناء أبين هم ضحية هذه الحرب المفروضة عليهم ويترقبون اليوم العودة إلى مساكنهم وأراضيهم بشوق ولم شملهم وإعادة الاعتبار لتلك الأرض وأبنائها الطيبين الذين خذلهم الرجال الأشاوس من القيادات العسكرية والأمنية وتسليمهم زنجبار نهاراً جهاراً مع طلقات الترحيب.
“الجمهورية” التقت عدداً من نازحي أبين واستطلعت آراءهم بمناسبة مرور عام على نزوحهم من ديارهم حيث قالوا:
إلى متى نزوح؟
أحمد فضل سالم أحد كوادر العمل التربوي في محو الأمية وتعليم الكبار بأبين تحدث قائلاً: منذ يوم 27/5/2011م اليوم المشئوم على أبين وساكنيها وتحديداً مدينة زنجبار والقرى المجاورة لها.هذا اليوم الذي سلمت فيه زنجبار برداً وسلاماً إلى ما يسمون بأنصار الشريعة.. منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا نكون قد أنهينا عاماً كاملاً في ظل التشرد والمعاناة والعذاب التي نتجرعها نحن سكان مدينة زنجبار عاصمة المحافظة إلى المعاملة التي يتعاملون بها مع المهجرين والنازحين في المناطق التي لجأوا إليها فنجد أن هناك أسراً حتى يومنا هذا لم تحصل على المواد الغذائية.
كما أن المواد الغذائية التي تصرف لا تفي حتى لأسرة مكونة من اثنين ناهيك عن الإهانات التي يحصل عليها النازح والجرجرة من مكان إلى آخر حتى يحصل على المخصص، واعتقادي أن هذا شيء محزن ومخزي جداً أن يتم التعامل مع ناس أجبروا على الخروج من منازلهم وأرضهم.
ولهذا فإننا نطالب الرئيس عبدربه منصور هادي بإيقاف هذه الحرب العبثية وعودة المواطنين إلى أرضهم ومنازلهم أو اتخاذ الإجراءات للحسم العسكري النهائي لها.. كما نطالب بمحاسبة كل من تسبب في تسليم المدينة زنجبار بمعداتها وعتادها وتعويض المواطنين عن الأضرار التي لحقت بهم تعويضاً مناسباً ليكون رداً لاعتبارهم.
العودة إلى ديارنا قريباً
كما تحدثت الأخت نظيرة صالح الكهالي رئيسة نقابات المرأة العامل بأبين حيث قالت: لم نكن نتوقع في أي يوم من الأيام بأننا سوف نغادر ديارنا مجبرين في مثل ذلك اليوم من الصباح الباكر تاركين خلفنا كل ما نملكه ووفرناه خلال تلك السنوات من عمرنا مجبرين خوفاً على حياتنا وحياة أولادنا وكانت تلك اليوم صدمة كبيرة لنا لم نستطع نسيانها لم نشهد مثلها على مدى حياتنا. فقد عايشنا العديد من الحروب في العديد من المراحل التي مرت بها أبين تعودنا حينها على بعض التراشق بالأسلحة النارية في بعض الأماكن وساعات محدودة ولم نغادر مساكننا..ولكن هذه الحرب المفروضة اليوم على أبين دمرت كل شيء جميل بهذه المحافظة التي أنجبت العديد من الرجال الأشاوس والقيادات المدنية والعسكرية ولكن اليوم أبين غدر بها من قبل من سلمها لقمة سهلة إلى يد مقتحميها دون أي مقاومة تذكر.أين تلك الأسلحة الجرارة التي كانت تخرج بعد دقائق قصيرة من أي مشكلة في الشارع العام لإخماد مطالب حقوقية للمتقاعدين أو الشباب المطالب بالتوظيف والمساواة والعيش الكريم أو غيرهم من العمال والعاملات الذين لم تف إداراتهم بمستحقاتهم القانونية أو المواطنين الذين يخرجون إلى الشارع للمطالبة بتوفير الماء المنقطع عنهم لعدة شهور أو انقطاع الكهرباء . ياللمفارقات العجيبة الحاصلة في العروض العسكرية وإثبات القوة عند النفس يهدر هدير عنتر أما عن الجد فهو شي ثاني..نسأل الله العلي القدير أن يعيدنا إلى ديارنا سالمين غانمين بإذن الله.
نطالب مساواتنا بالصوماليين
محسن سعيد يحيى أحد مشرفي لجان النازحين في عدن قال: مر علينا عام كامل ونحن نعيش خارج سربنا وديارنا بدون أي ذنب والكل يدرك كيف يعاني الإنسان في مثل هذه الحالات وخاصة محدودي الدخل والفقراء عام من عمرنا عشناه في حالة صعبة للغاية ويادوب الشخص يصارع توفير لقمة العيش له وأسرته لأن ما يتم صرفه كمساعدات غذائية للنازحين لايفي ونطالب من الدولة أن تعاملنا كنازحين أسوةً بأشقائنا الصومال وصرف لنا معونة نقدية من 100 200 دولار للأسرة الواحدة بدلاً من المواد الغذائية التي تصل معظمها وهي شبة منتهية وتصرف عليها أجور خزن ونقل وحراسات ومصروفات أخرى بالرغم من الجهود الطيبة التي يبذلها الأخ الدكتور عبدالله الدحيمي وبعض لجان النازحين.. المهم اليوم نتحدث عن مرارة هذا النزوح الذي طال أمده ولم يحسم سياسياً أو عسكرياً والظروف تزداد صعوبة ومرارة وعدن الحبيبة التي فتحت ذراعها لاستقبالنا تعاني اليوم من بلاطجة النازحين فهل من مجيب يحفظ الأمن والاستقرار لعدن المحروسة ويعيدنا إلى ديارنا سالمين.
مقدر ومكتوب
المهندس صلاح الشحيري أحد نازحي منطقة الكود في عدن تحدث قائلاً: هذا مقدر ومكتوب ولكن علينا جميعاً أن نتكاتف ونتعض فالعودة بإذن الله قريباً إلى ديارنا ولكن هناك مصاعب جمة سوف تواجهنا أنهيار البنية التحتية من الخدمات وغالبية المساكن للمواطنين دكتها راجمات الصواريخ والمدافع الثقيلة وغيرها من أنواع الأسلحة هذا هو حالنا معذبين في نزوحنا وعند عودتنا لأننا ندرك أن حكومتنا الموقرة الحالية ربما لن تكون مثل غيرها من الحكومات السابقة التي لم تعمل شيئاً لنازحون صعدة أو المتضررين من كارثة السيول في حضرموت ولكن صبرنا على حالنا هذا وثقتنا بالرئيس عبدربه منصور هادي أبن أبين ورئيس حكومة الوفاق أبن عدن التي احتضنتنا وتحملت فوق طاقتها لمختلف النازحين والمهاجرين المحليين وغيرهم وما ضاقت إلا فرجت بإذن الله.
ومعاناة مستمرة
أما الأخ محمد صالح الشميري أحد الكوادر التربوية والإعلامية بأبين عبر عن ذكرى مرور عام على نزوح أبناء أبين إلى خارج ديارهم بهذا الوطن حيث قال: من الأشياء المحزنة علينا كنازحين أن يمر عام على نزوحنا، ولم يتم حسم المعركة مع القاعدة ومن يسموا أنفسهم «بأنصار الشريعة»، عام كامل من النزوح والمعاناة في عدن دون أن تلتفت الدولة إلى النازحين عدا ما تقدمه الوحدة التنفيذية من مواد غذائية كل شهر لاتكفي أسرياً ولاغذائياً ولا معنوياً.
ما ذنب أبناء أبين من زنجبار وخنفر ولودر اليوم من هذه المعمعة القتالية.. ولماذا أبين بالذات؟!.. نطالب فخامة الرئيس المشير عبد ربه منصور هادي أن يحسم الأمر عسكرياً لعودة أبناء محافظته إلى ديارهم وإعادة كرامتهم المسلوبة،وجعجعتهم خارج ديارهم دون ذنب أرتكبوه؟!
كفى نزوحاً وتشريداً ومعاناة،خصوصاً وأن دولتنا المظفرة لم تقدم ما يذكر لأبناء أبين؟!
ويضيف الشميري: لا اهتمام بالنازحين في المدارس؟! ولا اهتمام للنازحين المقيمين بالمنازل بالإيجار؟! فأصبح كاهل النازح مثقلاً بالهم والمعاناة اليومية ولا من مجيب؟!
كما تحدث الأخ أسامة صالح المؤقري مدير مركز السلام للتوعية والأنشطة والطوارئ بأبين قائلاً:
عام كامل من عمرنا وخاصة نازحي أبين قضاها الجميع في معاناة وحرمان لحياة العيش الكريمة مهجرين عن مساكنهم إلى مواقع في محافظات متعددة وخاصة في عدن ولحج ومديريات أخرى بأبين ومن خلال قيامنا بالمسح الميداني للنازحين قمنا برفع كشف تفصيلي منذ الوهلة الأولى لنازحي خنفر وزنجبار كمساهمة من قبلنا وتقديراً لظروف النازحين ومعاناتهم ،ولكن يافصيح لمن تصيح ظل بعض النازحين لفترة طويلة لم يستلموا أية مساعدات غذائية وقد تم معالجة الكثير منهم في الآونة الأخيرة وخلال الأسبوعين الماضيين تم نزوح أعداد كبيرة إلى عدن ولحج من مدينة جعار وضواحيها بعد تحذيرات الجيش لهم بالابتعاد عن المسلحين واستهداف المنطقة ونأمل أن تقدم لهم المساعدات العاجلة دون تعرضها للمزاجية في الصرف وقد قمنا خلال الأشهر السابقة في حصر المعاقين من النازحين وتم صرف لبعضهم عكازات ومشايات وأطراف صناعية وتوزيع الألعاب للأطفال النازحين في المدارس بهدف تخفيف آلامهم ومعاناتهم من جراء النزوح عن ديارهم.
أكبر جريمة مرور سنة من النزوح
أما الشاب أبو سالم بخيت طالب جامعي من أبناء الكود عبر عن شعوره بهذه المناسبة قائلاً: أكبر جريمة مرور سنة على نزوح الناس من ديارهم وإطالة الحرب التي لم تحسم بعد وما درينا لمصلحة من هذا وعلماً أن الحرب في أبين هي مؤامرة ولعبة ولا ندري لمصلحة من هذا هو السؤال المحير لماذا أبين بالذات والمشكلة الكبرى مرور سنة نسأل الله أن يصلح البلاد والعباد ويعيدنا إلى ديارنا سالمين أمنين وأن يرد كيد كل مقامر في نحره.
أبين منطقة منكوبة
كما تحدث الأخ حسين محمد ناصر مدير مكتب الثقافة بأبين ورئيس نقابة صحفيي أبين قائلاً: بمناسبة مرور عام على النكبة والمحنة التي حلت بسكان أبين لا يملك المرء إلا أن يدعو الله أن يعجل بالنصر لوضع حد لآلام الناس المشردين في المحافظات لقد كان منتظراً من السلطة المحلية والحكومة أن تعلن أبين منطقة منكوبة حتى يمنح المواطنون جميع الحقوق المترتبة على هذا الإعلان ففي المناطق الأخرى التي حدثت فيها ما حدث لأبين نال المواطنون كافة مستلزمات الحياة وتكفلت الدول بكل احتياجاتهم من سكن مياه وكهرباء وغذاء واحتياجات شتى وبمجرد أن يتم إعلان أن هناك مناطق حرب تكون الدول هي من يتكفل شئون المواطنين المهم أشعر كمواطن بحنين جارف إلى مدينتي جعار وأتمنى أن تكون العودة قريبة بإذن الله تعالى سالمين غانمين وأن يحفظ الجميع من كل مكروه.
تباً للمصالح الدنيئة
سعيد محمد بايونس جامعة عدن الذي تحدث عن هذه النكبة قائلاً: عام من التشرد يمر على الإنسان الأبيني تاركاَ مراتع صباه. تنقطع الحياة تماماً عن مدينة زنجبار وتصاب باقي المدن بالشلل التام، ألا يعني هذا شيئاً في الضمير الإنساني ألا يكفي الأبيني صبر عام أليس للنزوح تبعات نفسية واجتماعية واقتصادية.. تساؤلات مريرة وكثيرة تصب الإنسان بالغصة حين تتحول أبين إلى ساحة حرب يتصارع فيها “جبابرة” أرادوا سلامة مدنهم، وباحثين عن جغرافيا يفرغون فيها شحنتهم العالية بسبب تلامس أقطاب المصالح الدنيئة فتباً لهم مع كل أنين طفل يتيم نازح وامرأة ثكلى نازحة وشيخ طاعن في السن أخرجته صواريخ عشوائية لاتفرق بين الأحياء والأموات والأخضر واليابس.
أن ال27من مايو 2011م سيظل يوماً أسوداً في تاريخ حياتنا طالما نحن على قيد الحياة لأن أجبر الناس فيه عن الرحيل عن ديارهم وأرضهم وسائلين المولى العلي القدير أن يعيدهم جميعاً في القريب العاجل إلى موطنهم الأصيل.
الأخ محمد خضر عزلق رئيس فرع الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن بأبين تحدث عن مرور عام على النزوح من أبين وسيطرة مسلحي أنصار الشريعة على زنجبار حيث قال: في الحقيقية شيء مؤلم أن يظل وضع النازحين على ماهو عليه دون عودتهم إلى ديارهم حيث زادت معاناتهم وأهلكت حياتهم، سنه مرت علينا كنازحين تقارن بعشرات السنين فكل يوم يمر علينا نشعر بمرارته طالما نحن غير مستقرين في أوضاعنا المعيشية والسكنية والنفسية والاجتماعية والصحية.. هناك الكثير من الأسر النازحة تكاد تكون من شرائح المجتمع أشد فقراً حتى وإن لجأت إلى التسول في الشوارع لم تجد من يساعدها فقد سبقها الكثير من المتسولين المنتشرين في عدن أكان من المتسولين المقيمين أو النازحين من الصومال أو الوافدين إليها من صعدة وبقية المحافظات الشمالية والغربية والمتسولين الآخرين من بعض الأقطار العربية كون عدن حاضنة بكل من يأتي إليها طالباً للرزق والعمل منذ قديم الزمن أتمنى أن يحسم أمرنا كنازحين في أقرب وقت ممكن كوننا سئمنا من ذلك التهجير والتشريد عن الديار.
سرعة الحسم والعودة
الأخ: أحمد غفوش أحد نازحي أبين في محافظة لحج قال: بمرارة عن هذا اليوم الذي تشرد فيه أبناء زنجبار وخنفر عن ديارهم عام كامل من الاغتراب القهري عن زنجبار الحبيبة التي غدر بها وبأبنائها بغير ذنب سوى أنهم كانوا أرق قلوباً وألين أفئدة أسوة بإخوانهم من أبناء اليمن الذين وصفهم رسول الخلق صلى الله عليه وسلم.. أبين اليوم تئن في حزنها من دون ساكنيها وأبنائها الطيبين الذي تبتسم لهم في كل أوقاتها أنها فعلاً حزينة ولكن الفرج قادم بإذن الله تعالى لأننا نثق بالقيادة السياسية المتمثلة بالمشير عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع الذي هم من أبناء المحافظة والذين لا يمكن أن يرتضوا استمرار هذه المأساة التي طالت، خاصة ونحن نعيش الذكرى الأولى على اكتساح وتسليم زنجبار لمسلحي القاعدة دون خوف من الله ورحمة لأبنائها الذين تمزقوا وتشردوا لا يعرف البعض عن ذويهم حتى هذه اللحظة نظراً لمعاناتهم المستمرة ويدعون الشرفاء بهذا الوطن سرعة الحسم ليعودوا إلى ديارهم.
الأخت: منى سيلان تحدثت قائلة:
لم نكن نتصور أن تعصف بنا الأقدار يوماً ما إلى هذا الموقف ولكن هذه هي مشيئة الله لأنه القادر على كل شيء ولكن نحن كبشر علينا أن نتضرع إليه لكي يعيننا على تجاوز هذه المحنة التي إصابتنا جميعاً صغيراً وكبيراً لأن الجميع تشرد من زنجبار وهناك لديه القدرة على مواجهة هذه الحياة والبعض لا يستطيع نظراً لحالاتهم الاقتصادية الصعبة، نحن نشعر بأن هناك تقصيراً كبيراً من قبل الجهات المسئولة عن مستوى المحافظة ومراكز الإغاثة للنازحين من أبين خاصة وأن هذا النزوح جاء في وقت تتصارع فيه النخب السياسية في البلاد ولم تنظر إلى حالنا وكنا نتوقع بعد انفراج الأزمة السياسية من حكومة الوفاق الوطني أن تتلمس همومنا بجدية وتعوضنا على ما فات من معاناة وحرمان.
طوفان “الأنانية”
أما الأخ هاني علي حيدرة النازح في محافظة حضرموت الذي أبى إلا أن يشارك معنا في هذا الاستطلاع بالتحدث عن هذه المناسبة الذكرى الأولى للنزوح عن أبين حيث قال : ذكرى نكبة أبين.. ما ذنب أبناء محافظتي الفقيرة ليتحملون وزر ذلك النظام السابق الأناني الذي لم يخلص يوماً لبناء الوطن سؤال يدمي قلوب أبناء أبين ويصيبهم بالدهشة لهول ما جرى وكنا نظن أن السنة العجفاء التي مرت كفيلة بتحريك مشاعر الساسة وتقديم اعتذار لأبناء أبين يتمثل في إعادة محافظتهم الباسلة ولكن لا حياة لمن تنادي.. نسأل الله العلي القدير أن يلهم قلوب حكامنا ويعيدهم إلى رشدهم والاهتمام برعيتهم.
مأساة المعاق النازح
وأختتم الاستطلاع الأخ المعاق فضل من أبناء مدينة الحصن مديرية خنفر قائلاً : نحن شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين أكثر تضرراً من غيرنا من النازحين من أبناء أبين لكوننا شبه مقيدين عن الحركة والمتابعة الذي يتطلبه النازح في متابعة كل شاردة وواردة ومنها لقمة العيش الذي يصارع المعاق من أجل توفيرها له وأسرته فإذا كان الرجل السليم في هذه الدنيا يشكو من تعب ذلك فما بالك بنا نحن كمعاقين وكما تعرفوا ان قطمة الرز والسكر والجلن الزيت والدقيق الذي يصرف للنازحين من أبناء أبين في عدن لم يصلهم إلا بعد مشقة طويلة في المتابعة والطابور الكبير وسط أشعة الشمس الحارقة وخاصة في مثل هذه الأيام وكما تعلمون بأن هناك الكثير من المعاقين النازحين في عدن وأنا أحدهم لم تصرف لنا مساعدات أسوة بغيرنا النازحين بالرغم من متابعتنا المستمرة ولكن في الحقيقة هناك ناس طيبين في بعض هذه اللجان ومنهم رئيس لجنة نازحي أبين الأستاذ محمد عميران الذي يراعي ظروف الكثير من النازحين ونتمنى أن يحذو الآخرون حذوه في التعامل مع مختلف النازحين دون استثناء وإن شاء الله يعود الجميع إلى مدنهم وقراهم وأرضهم ومساكنهم بالقريب العاجل وكفى نزوحاً لأبناء أبين ومر عام على ذلك والله المستعان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.