يحتفل الخيرون والشرفاء من أبناء شعبنا اليمني العظيم بذكرى 17 يوليو المجيد الذي شهد انتخاب فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح رئيسا للجمهورية في العام 1978 م عن طريق الانتخاب المباشر من قبل ممثلي الشعب في المجلس التأسيسي آنذاك ليشكل ذلك محطة مهمة وأساسية وعلامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث على طريق إرساء قواعد الديمقراطية وليضع فخامته حفظه الله حدا لمرحلة عصيبة من الانقلابات الدموية والسياسية التي كانت سائدة في تلك الحقبة وأبى فخامته إلا أن يرسم ملامح اليمن الجديد على أسس ديمقراطية وعصرية حديثة تخرج اليمن من اتون الصراع المرير على السلطة الى فضاءات رحبة تشكل فيها العملية الديمقراطية وجه اليمن المعاصر والمتفتح بعد عقود طويلة من التنافس على السلطة الذي أودى بحياة الكثير من أبناء شعبنا الذين سحقتهم حمى الانقلابات البشعة التي ولدت في النفوس الأحقاد والكراهية والضغائن حيث كانت السلطة تمثل لدى البعض مغنما للاستبداد والقهر والعزلة من خلال القبض على كل المفاصل حتى وضع فخامته حدا لتلك الصراعات والتطلعات التي أضرت بمصالح الوطن العليا وحمل كفنه بيديه الطاهرتين وذهب شامخا بكل الشجاعة والعزم والإرادة القوية الحكيمة وبايمان الرجل المحنك والمخلص الى مجلس الشعب التأسيسي في 17 يوليو 1978 م ليختاره المجلس كمرشح وحيد للرئاسة في ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد رفض فيها البعض حمل الأمانة وتحمل المسؤولية بدافع الخوف من المصير المجهول الذي كان يلقاه السابقون من الرؤساء إلا أن فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح حفظه الله وكعهدنا به وفي كل الملمات والظروف شجاعا مغوارا وفارسا هماما محنكا وفي وقت الشدائد والعسرة تحمل المسؤولية بحنكة الرجل الصادق الشجاع ووضع أسساً متينة وسليمة لبناء اليمن الجديد وأقام بحكمته الرشيدة مداميك الدولة المدنية الحديثة ، وفيما كان جنوب الوطن غارقا في الصراعات الدموية ومواسم العنف الدورية قاد فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح حوارات شجاعة وبناءة هادفة ومخلصة من اجل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة وتحقق له ذلك الهدف الوطني النبيل في 22 مايو 1990 م الذي مثل إرادة الشعب اليمني العظيم وليضع بذلك نهاية لمرحلة التشطير القاسية رابطا ذلك المنجز التاريخي العملاق بالديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية وليضع بذلك ملامح المرحلة الجديدة لليمن المعاصر القائم على التعددية والديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان ويجري انتخابات محلية ونيابية ورئاسية متعاقبة وفقا للقانون والدستور يتم من خلالها التنافس الشريف على المناصب المحلية والنيابية والرئاسية عن طريق الانتخاب الحر والمباشر يكون فيها صندوق الاقتراع الحكم على كامل العملية الانتخابية وبحضور ممثلو المرشحين ومندوبيهم ومعهم ممثلو مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب وغيرهم من المنظمات المحلية والدولية التي شهدت وعلى الدوام وفي المراحل الانتخابية المتعاقبة على نزاهة العمليات الانتخابية وبذلك يكون الرئيس القائد علي عبدالله صالح قد وضع نهاية للتنافس غير الشريف على السلطة التي أصبحت ملكا للشعب فيما أصبحت الأحزاب والتنظيمات السياسية تعمل فوق الأرض بدلا من العمل تحت الطاولة وأصبحت حرية التعبير مكفولة وما صدور أكثر من مئتي صحيفة يومية وأسبوعية ودورية وغيرها من المواقع الالكترونية إلا دليل على حرص فخامته على توسيع حرية التعبير واحترام الرأي الآخر على الرغم من استغلال البعض للعملية الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية لتشويه صورة اليمن وافتعال الأزمات والفوضى الخلاقة للالتفاف على القانون والدستور والوصول الى السلطة عن طريق الانقلابات وافتعال الأزمات وما رافق تلك الفوضى العبثية من سوء فهم للديمقراطية لبث سموم الفرقة والفتن والقيام بأعمال التخريب والتدمير للمرافق الحيوية المهمة كضرب أنابيب النفط وشبكات الكهرباء بالإضافة الى القيام بأعمال السلب والنهب والتخريب والتدمير للمؤسسات العامة والخاصة وتعطيل لمصالح المواطنين الحياتية وترويعهم وكذلك قطع الطرق وتدميرها وكلها تصرفات عبثية تنفذها القوى الظلامية المتطرفة ومعها العناصر الانقلابية الضالة التي تهدف إلى الاستيلاء على السلطة بطرق غير ديمقراطية بعد ان ثبت فشلها في كل العمليات الانتخابية السابقة لتقزمها وتقوقعها ولفقدان أي صلة لها بالجماهير وهي لاشك قوى يائسة خارجة عن القانون ومخالفة للدستور تستغل حرية التعبير من اجل لي الذراع لفرض مخططاتها المعادية للوطن والمواطن وما ترتب عليها من فتح بؤر خطيرة للإرهاب والتطرف تهدد السلم الداخلي وتشكل عامل قلق على الأمن والاستقرار والوحدة وبالتالي ما تشكله من خطر محدق يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي وانعكاساته الخطيرة على السلام الدولي . ولما ايقنت العناصر الانقلابية الضالة والمفسدة ان الفوضى الخلاقة والعبثية قد طال أمدها ولم تؤت ثمارها ولم تستطع هز جبل السلطة الشامخ كجبال عيبان وشمسان ونقم وردفان وان مشروعها التدميري الانقلابي الإرهابي للاستيلاء على السلطة قد سقط أمام صمود الشرعية الدستورية لجأت إلى تنفيذ مخططها الإجرامي الآثم المدعوم من قبل أعداء اليمن وذلك بإطلاق صاروخ غادر على مسجد النهدين بالرئاسة في أول جمعة من رجب مستهدفة اغتيال فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح حفظه الله ومعه كبار قيادات الدولة وجمع غفير من المصلين في عملية إرهابية إجرامية نكراء لا يقرها ديننا الإسلامي الحنيف ولا أية شرائع سماوية او دنيوية قوبلت بالإدانة والاستنكار المحلي والإقليمي والدولي وكشفت عن الوجه الإجرامي البشع للانقلابيين وأذنابهم وتعطشهم لسفك الدماء حتى لو كان الأمر استهداف بيوت الله التي لم يراعوا قدسيتها وحرمتها وإدخال الوطن في أتون حرب أهلية دامية لكن حكمة وحنكة فخامة الرئيس القائد حالت دون ذلك واستطاع فخامته بشجاعته المعهودة أن يسمو على الآلام والجراح وان يتغلب على المصيبة الجلل التي فجعت بها الجماهير وان يطوق الجريمة النكراء وهاهو اليوم يتماثل للشفاء برعاية كريمة ومشكورة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله وولي عهده الأمين وكل الأسرة والقيادة والشعب السعودي الذين وضعوا الإمكانيات الطبية والعلاجية المتطورة تحت تصرف فخامة الرئيس وكبار قيادات الدولة وفوق كل ذلك كانت إرادة الله تعالى ان يحفظ لليمن قائدها ورئيسها وحكيمها بتماثله للشفاء وظهوره سالما معافى على القنوات الفضائية الأمر الذي بعثر أوراق ومخططات الانقلابيين وخيب نواياهم الشيطانية الشريرة وافشل ما كانوا يضمرونه من سوء وشر بالرئيس والوطن والشعب ولاشك في انهم أصيبوا بصدمة عنيفة , كما مثل ظهوره سالما صفعة قاسية لوجوه أولئك الانقلابيين المتآمرين وفشلت مؤامراتهم وأراد الله تعالى لفخامة الرئيس القائد السلامة والنجاة وان نحتفل معه بذكرى الديمقراطية في هذه الأيام المباركة وقد ذهب كيد الحاقدين الى نحورهم وعاشوا وضعا صعبا من الحسرات .