قتل 60 شخصا وأصيب عشرات آخرون يوم أمس الاثنين في سلسلة هجمات انتحارية وتفجير سيارات ملغومة في أنحاء العراق أنحت السلطات باللائمة فيها على عناصر تنتمي لتنظيم القاعدة تسعى لتقويض الحكومة. وبددت الهجمات الهدوء خلال شهر رمضان وكشفت استمرار هشاشة الوضع الامني في العراق بينما تستعد القوات الامريكية للانسحاب بعد اكثر من ثماني سنوات على الغزو الذي اطاح بالرئيس الراحل صدام حسين. وقال مسؤولون في الشرطة والقطاع الصحي إنه في أسوأ هجوم انفجرت قنبلة كانت مزروعة على الطريق وأعقبها انفجار سيارة ملغومة استهدفت الشرطة ما أسفر عن سقوط 37 قتيلا على الأقل في مدينة الكوت التي تسكنها أغلبية شيعية والواقعة على بعد 150 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة بغداد. وحطم الانفجاران واجهات المتاجر والمنازل في الكوت. وفتش رجال الاطفاء في الحطام وتناثرت بقع الدماء في انحاء الشارع قرب بقايا السيارة الملغومة. وقال ضياء الدين جليل مدير صحة الكوت إن أكثر من 68 شخصا أصيبوا في انفجاري الكوت وقال المستشفى الرئيسي في المدينة إنه يسعى جاهدا لعلاج الضحايا الذين أصيب كثير منهم بحروق بالغة. وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد إن هناك محاولة من خلال هذه الهجمات للتأثير على الوضع الأمني وتقويض الثقة في قوات الأمن متهما جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة بارتكاب الهجمات. وانحسر العنف منذ ذروة الاقتتال الطائفي عامي 2006 و 2007. لكن المتشددين يحاولون اختبار قوات الامن المحلية في الوقت الذي تبحث فيه بغداد وواشنطن إمكانية الابقاء على جزء من القوات الامريكية بعد الموعد النهائي للانسحاب في نهاية العام الحالي. وتراجعت قوة دولة العراق الاسلامية المرتبطة بالقاعدة بعد فقد كبار قادتها ويقول العراق ان قواته الامنية يمكنها التصدي للتهديدات الداخلية. لكن مجموعات من الاسلاميين السنة والميليشيات الشيعية لا تزال قادرة على شن هجمات مدمرة. ويسود الكوت هدوء نسبي منذ أغسطس آب في العام الماضي عندما قتل انتحاري بسيارة ملغومة 30 شرطيا ودمر مركزا للشرطة بينما كانت القوات الأمريكية تنهي العمليات القتالية في العراق. وسقط العشرات بين قتيل وجريح أمس في تفجيرات وهجمات في مدن أخرى شمالي وجنوبي العاصمة. ففي محافظة ديالى قتل ثمانية على الأقل وأصيب 14 عندما هاجم انتحاري بسيارة ملغومة مبنى تابعا للمحافظة في خان بني سعد على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من بغداد بالمحافظة. وفي تكريت قال مسؤول بالشرطة إن انتحاريين هاجما وحدة عراقية لمكافحة الإرهاب في المدينة الواقعة على بعد 150 كيلومترا إلى الشمال من بغداد ما أسفر عن مقتل شرطيين على الأقل وإصابة ستة في محاولة فاشلة للإفراج عن سجناء من القاعدة. وقال النقيب جاسم الجبوري الضابط بوحدة مكافحة الإرهاب في تكريت إن أحد المهاجمين فجر سترته الناسفة على أمل قتل ضابط كبير من ضباط مكافحة الإرهاب أما الآخر فقتل بالرصاص أثناء الهجوم. وفي مدينة النجف بجنوبالعراق قالت السلطات الصحية إن ستة على الأقل قتلوا وأصيب 79 آخرون عندما انفجرت سيارتان ملغومتان. وقال النقيب هادي النجفي في النجف إن الهجومين استهدفا مبنى تابعا للشرطة. وقال ساكن محلي شهد الهجومين اسمه مصعب محمد (السيارة الملغومة) الاولى قتلت واصابت افرادا من رجال الشرطة وانفجرت السيارة الثانية لدى وصول سيارة الاسعاف. وفي كربلاء قال متحدث باسم الهيئة الصحية بالمدينة ان اربعة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب 41 آخرون قرب المدينة الواقعة على بعد 80 كيلومترا جنوب غربي بغداد عندما انفجرت سيارة ملغومة قرب مركز للشرطة. وذكرت مصادر بالشرطة أن رجلا آخر قتل وأصيب 12 في تفجيرين متزامنين لسيارة ودراجة نارية في وسط مدينة كركوك بشمال شرق البلاد. وفي الوجيهية وهي بلدة أخرى في محافظة ديالى قال مصدر في الشرطة إن قنبلة كانت مزروعة داخل سيارة متوقفة انفجرت قرب مبنى حكومي ما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة 13 . ومن المقرر ان ينسحب الجنود الامريكيون بنهاية العام. لكن المسؤولين العراقيين والامريكيين يبحثون بقاء بعضهم كمدربين بعد 2011 لمساعدة القوات المسلحة المحلية في رفع قدراتها. وتقول بغداد انها بحاجة الى التدريب لبناء قواتها الجوية والبحرية. لكن المحادثات لابقاء قوات امريكية لما بعد موعد الانسحاب في نهاية العام قد تواجه تعقيدات بسبب قضية حصانة الجنود الامريكيين على الاراضي العراقية.