أشرقت الشمس وغردت الطيور بأصواتها الجميلة وهي تحلق في سماء تلك البلدة التي تطل على نهر توجد بجواره جزيرة فائقة الجمال، تمتلئ بالطيور وخاصة طيور السنونو والأشجار وخاصة أشجار الصنوبر والبلوط ومساحات واسعة من الزراعة، فكان يخرج الناس كل يوم للعمل فمنهم من يعمل بالحرف اليدوية ومنهم من يعمل بالزراعة. كان الذين يعملون بالزراعة يعتمدون على الجزيرة التي بالقرب منهم، فكانوا يعبرون نهرا صغيرا للوصول إليها فيحرثونها ويزرعونها ثم يعودون إلى بلدتهم ويبيعون المحصول. كانوا سعداء للغاية بهذه الحياة، فكانوا يحبون بعضهم بعضا فيتعاونون فيما بينهم وتسود بينهم المحبة والوئام. ومرت الأيام وهم على هذا الحال، وفي يوم من الأيام ذهب احد المزارعين إلى الجزيرة ليحصد المحصول الذي زرعه، ولكنه لم يعد فتعجب الناس من ذلك، وفي اليوم التالي ذهب خمسة مزارعين إلى الجزيرة للزراعة ولكنهم لم يعودوا، واستمر هذا الحال وخاف الناس على أنفسهم ولم يعودوا يذهبون إلى الجزيرة وأسموها بجزيرة الرعب. ومرت الأيام وحل الفقر في البلدة لان الناس لا يستطيعون الزراعة وبالتالي لا يستطيعون بيع أي محصول لكسب النقود التي يشترون بها الغذاء الذي يعيشون عليه، وفي يوم من الأيام مر على النهر قارب صغير فيه رجل مسن يقال انه حكيم فحكى له أهل البلدة ما حل بهم ، فقال:ان الجزيرة يوجد فيها خمسة اسود خطيرة وقوية لا يستطيع احد قتلها إلا إذا ذهب أحدكم إلى جبل النار واجتاز النيران التي فيه وأتى بالسيف البتار وقتلهم، فشكر الناس الرجل على النصيحة ثم رحل الرجل. فاجتمع أهل البلدة واختاروا شابا قويا يدعى زين الزمان، فذهب زين الزمان إلى جبل النار واجتاز النيران التي فيه واخذ السيف البتار وعاد إلى بلدته ، ثم ذهب إلى جزيرة الرعب-كما أسماها أهل البلدة-وقاتل الأسود الخمسة قتال الشجعان ، فقتلها جميعا، وفرح أهل البلدة وشكروا زين الزمان على الجهد الذي بذله من اجلهم، فعادت البلدة كما كانت وعادت الجزيرة كما كانت ومارس الناس حياتهم الطبيعية. من مجموعة زائل الظل