على مقربة من مدينة المفرق على الحدود السورية الأردنية تقع مدينة أم الجمال إحدى المدن الواقعة شمال الأردن على بعد 86 كم من العاصمة عمان وقد كانت قديما مستعمرة رومانية. وتتميز المدينة بأروع البوابات الحجرية وهي تعرف باسم "الواحة السوداء" التي شكلتها الثورات البركانية من منحدرات جبل الدروز، ولذلك فهناك أعداد كبيرة من الأحجار البركانية السوداء المغطاة بطبقة من التربة البركانية الخصبة . في وقت متأخر من الفترات الرومانية والبيزنطية والأموية ، كانت واحدة من عشرات البلدات الريفية المزدهرة في السهل بين درعا إلى الغرب ودير الكهف إلى الشرق. ويرجع تاريخها إلى العصر النبطي الروماني البيزنطي ، وقد بنيت هذه المدينة في إحدى مستوطنات النبطيين القديمة من الطوب البازلتي الأسود المدعم بقوالب مستطيلة من البازلت وازدهرت في القرن الأول قبل الميلاد. اشتهرت تاريخيا بكونها ملتقى للطرق التي ربطت فلسطينوالأردن بسورية والعراق. حيث أنها تقع على طول طريق تراجان وتشكل محطة في منتصف هذا الطريق الذي يصل بين عمان والبصرة أو دمشق والبصرة، ومن الأزرق عبر وادي السرحان إلى الجزيرة العربية. تعتبر إحدى المدن العشر في حلف الديكابولس -حيث كانت تعرف باسم (كانثا)- الذي أقيم أيام اليونان والرومان، وكان يضم عشر مدن في المنطقة الواقعة عند ملتقى حدود الأردن وسوريا وفلسطين. يعتقد أن الأمويين سكنوا هذه المدينة بشكل كثيف ، ويبدو أن هذه المدينة تعرضت لزلزال قبل أن ينتقل مركز الخلافة من دمشق إلى بغداد إبان الخلافة العباسية ما أدى إلى هجرها تدريجيا. مازالت أم الجمال تحتفظ ببقايا حصون حضنت في داخلها كنائس عديدة بين كبيرة وصغيرة وأحواض ماء مسقوفة أو مكشوفة، فضلا عن بقايا موقع عسكري روماني. وتزخر بأعداد كبيرة من أحواض المياه للاستخدام الخاص والعام لأنها بعيدة عن مصادر المياه. كما يوجد آثار للكنائس البيزنطية و فسيفساء قديمة تمثل نهر الأردن وعلى جانبيه المدن والقرى القديمة.