صرح الأمين العام للاتحاد الأفريقي جين بينغ في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد بأن الاتحاد الأفريقي سيعقد اجتماعا في أديس أبابا في 25 أغسطس/آب الجاري لجمع أموال تساهم في مساعدة المتضررين من الجفاف والمجاعة في الصومال. وقال بينغ الذي وصل أمس الأول السبت إلى مقديشو برفقة وفد من الاتحاد الأفريقي يضم رمضان العمامرة مسؤول الاتحاد الأفريقي للشؤون الأمنية وأبا بكر ديارا سفير الاتحاد الأفريقي لدى الصومال، إنهم يشجعون القادة الأفارقة على المشاركة في الاجتماع وإعلان مساهماتهم في مواجهة مشكلة الجفاف والمجاعة في الصومال. وأضاف أن الجزائر وعدت بتقديم عشرة ملايين دولار أميركي مساهمة منها في مساعدة ضحايا المجاعة بالصومال. كما تعهدت -وفق كلامه- دول من بينها موريتانيا والغابون وموريشيوس بمساهمات لم يذكر حجمها. وأشار بينغ في حديثه إلى أنه على الرغم من أن المشاكل والأزمات في أفريقيا يتم حلها من قبل دول القارة نفسها، فإن هذا لا يعني الاستغناء عن العالم، ولذلك ينتظر الاتحاد الأفريقي حسب قوله من دول مثل الصين والهند والبرازيل مشاركة فاعلة ومساهمة كبيرة في الأزمة الإنسانية في الصومال. وأكد بينغ أن المساهمات والتبرعات تدار بشفافية من قبل مندوبي الاتحاد الأفريقي ووكلاء الدول الأخرى غير الأفريقية المساهمة بالأموال، معربا عن السعي لحل مشكلة الجفاف في المدى المتوسط والطويل عبر إدارة المياه بشكل جيد بدلا من البحث عن حل المشكلة الحالية فقط المتمثلة بالمجاعة. وتحدث جين بينغ أيضا عن قوات الاتحاد الأفريقي الموجودة في مقديشو التي قال إنها حققت منذ العام الماضي نجاحا في مهمتها تجاه تحقيق الأمن والاستقرار في العاصمة الصومالية جنبا إلى جنب مع القوات الصومالية. وأشار إلى أن الوضع الأمني في مقديشو تحسن كثيرا، وأن وفدهم جاء ليعرب عن وقوفهم إلى جانب قوات الاتحاد الأفريقي وقوات الحكومة الصومالية التي هي بحاجة إلى دعم ومعدات عسكرية وغيرها على حد تعبيره، وأضاف أنهم يشجعونها على مضاعفة جهودها والاستمرار في التعاون. ومن جانبه ذكر الرئيس الصومالي أنهم بحثوا مع الوفد الأفريقي قضايا عديدة من بينها أزمة المجاعة، والمساعدات الإنسانية، والقضايا الأمنية والسياسية معتبرا الاجتماع القادم للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا خطوة تستحق الإشادة. كما شكر الاتحاد الأفريقي وقواته العاملة في الصومال على الجهد الكبير الذي بذلوه في تحقيق الأمن والاستقرار في مقديشو، واعتبر دعم القوات الأفريقية عسكريا للصومال وقواتها نجاحا تحقق لقارة أفريقيا. وتأتي زيارة وفد الاتحاد الأفريقي بعد يوم واحد من زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والوفد المرافق له لمقديشو حيث لقي استقبالا حارا من مئات من الصوماليين الذين كانوا يحملون العلم التركي. وزار أردوغان ثلاثة مخيمات في جنوب مقديشو وسط حراسة مشددة من قبل قوات حكومية وقوات الاتحاد الأفريقي إضافة إلى فريق أمني تركي وصل قبل الوفد بأيام. كما فرضت إجراءات أمنية مشددة في معظم الشوارع حيث منعت حركة السيارات الخاصة ووسائل النقل العام. واستمع أردوغان خلال زيارته للمخيمات إلى النازحين الذين تحدثوا له عن معاناتهم وحاجاتهم، ومن بين هذه المخيمات مخيم بادبادو الثاني الواقع في منطقة الجزيرة بالضاحية الجنوبية من العاصمة الذي يشرف عليه الهلال الأحمر التركي. وذكر أردوغان أن حجم مأساة النازحين أكبر مما كان يتوقعه، ووعد بمساعدات أكثر للمتضررين بالمجاعة في الصومال، وبإنشاء مراكز صحية، ومدارس تعليمة، وحفر آبار، وشق طريق يربط المطار الدولي بقلب العاصمة.