منذ أكثر من ثلاثة اشهر ونصف على سقوط عاصمة محافظة أبينزنجبار في أواخر مايو أيار الفائت في أيدي الجماعات المسلحة التي تطلق على نفسها (أنصار الشريعة) وسيطرتها على المدينة الرئيسية الحيوية للمحافظة بعد مديرية خنفر (جعار) منذ ذلك الحين يخوض مقاتلو اللواء (119) مشاة ميكا بقيادة قائده المناضل الشجاع العميد الركن فيصل رجب حرباً شرسة وضارية مع هذه الجماعات، جنباً إلى جنب مع مغاوير اللواء (25) ميكا الصامد الذي يقوده العميد الركن محمد عبدالله الصوملي والوحدات التابعة للمنطقة الجنوبية يساندهم سلاح الجو والبحرية وأبناء قبائل أبين الشرفاء، تمكنوا خلالها من تحقيق انتصارات ساحقة على الأرض وكبدوا المسلحين خسائر هائلة في الأرواح والعتاد ما مكنهم من التقدم لتحرير زنجبار وتطهيرها من قبضة هذه الجماعات التي دمرت كل الخدمات ومظاهر الحياة وأجبرت السكان على النزوح الجماعي وصارت زنجبار وجعار مدينتين منكوبتين بامتياز لايوجد فيهما إلا أشباح فقط. وحتى لا يكون الحديث عمومياً فإنني أركز على أدوار وبطولات وتضحيات اللواء (119) مشاة ميكا بقيادة القائد العسكري المحنك والمهني المجرب العميد ركن فيصل رجب الذي سطر أروع المآثر والتضحيات الخالدة في ميدان القتال العنيف في حرب عصابات تعد الأكثر تعقيداً مع الجماعات الإسلامية المتشددة بما تمتلكه من قدرات قتالية وتدريبية في تنفيذ العمليات القتالية فضلاً عن عقيدتها وقناعتها بالموت في أي لحظة، وهذا هو فكر الكثير من المسلحين القاعديين فيما البعض يخوض حرب الكر والفر والسلب والنهب. يقيناً أن اللواء (119) بقيادة المناضل العميد فيصل رجب اجترح ملاحم بطولية في هذه الحرب اللعينة وقدم قوافل من الشهداء الأبطال من الضباط والقيادات والأفراد، فضلاً عن المصابين.. لكن هذه التضحيات المشرفة حفزت منتسبية للمضي في مواصلة القتال وإحراز الانتصارات ليكون لهم شرف إعادة الاعتبار لمحافظة أبين وكرامة أبنائها المشردين.. وفي المراحل العصيبة والمواقف التاريخية المصيرية الحاسمة يظهر أشرف الرجال وأشجع القيادات الصلبة. معظم أبناء هذه المحافظة المأزومة يعرف تاريخ القائد العسكري القوي والكفء اللواء فيصل رجب الذي تتشرف أبين أن يكون من أبنائها الصناديد، ورجل معاصر بمستوى فيصل رجب تعفر جسده بتراب الوطن في كل مواقع الشرف والرجولة وله تجارب نادرة في القتال منذ عقود طويلة لمع اسمه في المؤسسة العسكرية كرقم في المعادلة الوطنية والقيادية .. لكنه يدرك اليوم وفي هذه المعركة المصيرية أكثر من غيره أنه أمام مسؤولية وطنية وواجب مقدس لتحرير محافظته من شرور المسلحين.. ختاماً كتبت هذه المقالة السريعة بعد أن علمت وقرأت عن نجاة القائد فيصل رجب قائد اللواء (119) من كمين غادر بمنطقة الكود استشهد على إثره أحد مرافقيه الأبطال وأصيب آخرون.. كل التحية للواء (119) وللقائد الجسور فيصل رجب ونسأل الله لهم النصر وإعادة الاعتبار لأبين.