* يعجبك الشيخ محمد الحزمي أنه منافق صريح النفاق وتكفيري مخلص.. حتى أنه عندما يخادع في معاتبة الإرهابيين يكتب عن (الإرهاب الذي نريد) فلا تجده إلا رجل دين أو قل خطيب مسجد صاحب وجهين وخطابين متمازجين. ليس متفرداً في (بابه) ولكنه مثال جيد لطابور طويل من رجال الدين وخطباء المساجد الذين ينتمون لحزب التجمع اليمني للإصلاح. شيوخ الإصلاح وفي مقدمتهم الزنداني وآخرون من الوزن الثاني وآخرون أقل شأنا من بينهم الحزمي لم يستسيغوا عبارة (الدولة المدنية ) التي رفعتها شعارات المعتصمين في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء فأفتوا أن الدولة المدنية تتعارض مع الشريعة الإسلامية من عدة وجوه ذكروها في فتاواهم أو بياناتهم وخطبهم، وهذا أثار حفيظة المعتصمين الداعين إلى الدولة المدنية وتسبب في انقسام داخل الساحة حسب حزب الإصلاح تكاليفه، ولكي ينافق الشباب المعتصمين أرسل إليهم المنافق الصريح محمد الحزمي يخطب في (جمعة الدولة المدنية) بشارع الستين، وبدا الحزمي كأنه خطيب عصري ليبرالي يقطر دولة مدنية مثله مثل صعتر الأصدق لهجة في مخاصمة ( الدولة المدنية). * يوم الخميس الماضي أصدرت جمعية علماء اليمن بيانها المعروف، الذي وردت فيه كلمتا الدستور والقانون، فكان الشيخ الحزمي العالم أول من رد على بيان العلماء ودانهم لأنهم ذكروا في البيان كلمات مثل: دستور.. قانون. وقال إن العلماء الشرعيين لا يستندون إلى دستور أو قانون، لأن مصادر التشريع قرآن وسنة، وإجماع فقط.. فمن أين جاء العلماء بكلمة دستور أو قانون والاستدلال بهما، فهذا لايجوز بنظره. هذا هو منطق الشيخ الحزمي الإصلاحي العالم خطيب (جمعة الدولة المدنية).. وهو منطق يرفض الدولة المدنية.. وما الدولة المدنية إن لم تكن دستوراً وقوانين تقرر وتضمن وتحمي مبادئ المواطنية المتساوية وعدم التمييز وأن يكون الحكم للانظمة الدستورية والقانونية والمؤسسات، وليس حكم أفراد.. شيوخ يحكمون باسم الله ويتكلمون نيابة عن السماء؟ وكما قلت من قبل إن هذا الحزيمي ليس متفرداً في باب النفاق السياسي والديني بل مجرد مثل عابر أسوقه في هذا المقام.. وما أكثر الأمثلة والتماثيل وأهل الكهف في القرن الحادي والعشرين! * بيان جمعية علماء اليمن أورد الآية التي فيها أمر من الله للمسلمين أن يطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منهم، واحتج على أعضاء الجمعية أن الآية تأمر بطاعة المسلمين لأولي الأمر منهم.. أي من المسلمين، ولا طاعة - بنظر الحزيمي - للحكام في اليمن لأنهم ليسوا من المسلمين.. وهذا الخطاب التكفيري ليس جديداً لدى الحزمي، صحيح أنه كان (قبل الثورة) ينافق ويقول: انتم الأمراء ونحن العلماء، وأحياناً يدعي أن (أولي الأمر) هم العلماء .. هم طبعاً.. ولكن انتقاله إلى الدائرة التي يتحرك فيها الخطاب التفكيري لتنظيم القاعدة ليس مفاجئاً. والحزمي أخذ على بيان علماء اليمن أنه أشار إلى القتلة والبغاة، وقال هذا لايجوز شرعاً، وكان عليهم أن يطلقوا هذه الأوصاف على الحاكم وأدواته، فمن حيث المبدأ هو لا يدين القتل والبغي كمبدأ عام، بل يقبلهما هنا ويرفضهما هناك.