رحل عن عالمنا صباح أمس الاول الجمعة فنان الكاريكاتير أحمد حجازي، عن عمر يناهز 71 عاما بعد رحلة إبداع طويلة، في الصحف والمجلات العربية والمصرية. كما أبدع الراحل عدداً كبيراً من رسومات الأطفال من بينها مجموعته الشهيرة (تنابلة السلطان) وفى التسعينات قرر الفنان الكبير الاعتزال، والابتعاد عن صخب القاهرة والعودة إلى طنطامسقط رأسه. يقول الفنان الكبير ورسام الكاريكاتير مصطفى حسين عن الراحل :أنه تميز بجمال الفن والخلق، كان هادئاً امتلك عيناً فاحصة ونفساً ساخرة، تجمع رسوماته بين البساطة والعمق، لكنه آثر الابتعاد والانطواء نتيجة لظروف البلد التي أصابته بالاكتئاب وأثّرت على صحته ونفسه. بداية الفنان حجازي كانت في مجلة (صباح الخير)، التي تصدر عن مؤسسة (روز اليوسف) حيث برزت موهبته في فن الكاريكاتير، وتعامل مع عدد من الأسماء اللامعة في الصحافة المصرية التي توالت على رئاسة تحرير المجلة، كإحسان عبد القدوس وأحمد بهاء الدين وصلاح جاهين عبقري الكاريكاتير الذي كان له فضل كبير في مساره المهني، ويقول عن هذه الفترة : (هؤلاء كانوا يؤمنون تماما بمجرد دخولهم باب مبنى (روز اليوسف) أن الكاريكاتير شيء مهم جدا في تلك المؤسسة، بصرف النظر عن الضغوط التي يواجهونها أو يتعرضون لها بسببه). ولد الفنان أحمد إبراهيم حجازي في مدينة الإسكندرية عام 1936، وعاش بداياته الأولى في مدينة طنطا، تتميز خطوط حجازي بانسيابية كبيرة وتناسق بديع في الألوان، كما تميزت إبداعات حجازي بالانتقادات اللاذعة، وأسس مدرسة جديدة تعتمد على فكرة (الواقع المعكوس) التي ترصد الواقع بلا تدخل استناداً لمفارقات هذا الواقع المضحكة. من رسوماته ذلك الرسم الذي يمثل الشعب فيه واحد تحيط به الحكومة من كل جانب، الأصل فيها هو الحكومة والشعب مجرد إكمال لمربع واحد تتحكم فيه الحكومة من كل جانب، والرسم يقول أيضا أن لكل واحد من الشعب جيشاً من البوليس، لا ليحرسه ولا ليكون في مأمن، ولكن لتحبسه لكي تبقى الحكومة في مأمن منه، فهي تحيط به لتشل قدرته على التواصل مع غيره. وارتبط فن حجازي بقضايا البسطاء من المصريين، واستطاع أن يعبر برسومه عن الطبقة الشعبية التي يفخر دائماً بانتمائه إليها فدافع عن حقوق الفقراء، وتهكم على مظاهر الفساد ووقف مع حلم الثورة وانتقد المتاجرين بها.