تزخر اليمن بالمواقع البيئية والسياحية الرائعة ، وما تزال تحتفظ بمساحات شاسعة من أراضيها البكر التي تتميز بطبيعتها الجميلة المتنوعة جبالا وبحارا ورمالا ، ولعل محمية « برع » التي تغطي مساحة 4.100 هكتار، على ضفتي وادي رجاف أسفل جبال مديرية «برع» بمحافظة الحديدة تعد واحدة من أجمل المناطق التي تتمتع بالطبيعة البكر الثرية بالبيئة النباتية والحيوانية في اليمن وهذا ما حدا بمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو»، إلى اعتمادها رسميا ضمن لائحة التراث العالمي للإنسانية. وتجاور الغابة سهول تهامة المحاذية لساحل البحر الأحمر، وبحسب المسح الأولي فان غابة برع تتميز بمحتواها الطبيعي من أنواع النباتات حيث تضم أكثر من 22 صنفاً نباتياً تمثل 58عائلة نباتية و 124 نوعا نباتيا منها أنواع مستوطنة. تمثل غابة برع الرائدة تركيبة متفردة لظروف بيئية تمثل نظاما بيئيا غنيا وتنوعا حيويا ممتازا، وقد جاء هذا التميز نظرا لكمية الأمطار العالية التي تسقط عليها. وبما أن الغابة منطقة موقوفة ، فقد ساعدها ذلك على أن تحتفظ بهذا الثراء من التنوع الحيوي، وساعدها على أن تتجنب التدمير الكثيف. وتعتبر غابة برع من أكبر المساحات المتميزة نسبيا بغطاء نباتي كثيف في المناطق الغربية لليمن. وقد تم إجراء العديد من الدراسات على التنوع النباتي والحيواني بهذه الغابة ، أوضحت جميعها أن الغابة تحتوي على قيم عالية للتنوع الحيوي وأن منها أنواعاً مستوطنة وأنواعاً مهددة. كما أن حشرات وخفافيش برع لم تدرس دراسة تفصيلية. وتلعب غابة برع دوراً أساسياً كمركز تطويري للتنوع الحيوي على مستوى جميع المناطق الجبلية في اليمن. كما تحاط غابة برع الرائدة بالعديد من القرى الجبلية والتهامية ، ما يجعلها منطقة ذات خصوصية بين نوعين مختلفين من المجتمع. ويستفيد هذان المجتمعان من غابة برع الرائدة ، إلا أن التهاميين أكثر استفادة من أخشاب الأشجار ومن موارد الرعي في الغابة.