* مثقفون وسياسيون ينتمون للاشتراكي وحزب الحق وآخرون مستقلون ينشرون هذه الأيام وثائق على شبكة الإنترنت عن انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبتها اللجان الأمنية التابعة لحزب الإصلاح والفرقة الأولى مدرع بحق معتصمين في ساحة التغيير بالعاصمة ، ويؤكدون أن تلك الانتهاكات بدأت في وقت مبكر واستمرت إلى اليوم، ولكنهم لم يكشفوا عنها ولم ينشروا ما وثقوه عنها على الإنترنت لأن وزارة الإعلام كانت بيد المؤتمر الشعبي العام، وكانت ستستغل تلك الوثائق للتشهير بالثورة الشبابية عبر وسائل الإعلام الحكومية، أما اليوم بعد أن صارت وزارة الإعلام من نصيب المعارضة فلا خشية من نشر تلك الوثائق على الانترنت لأنهم قد أمنوا من التشهير بالثورة الشبابية الشعبية!! انظروا كم هو سخيف هذا المنطق؟ وهل حجة مثل هذه تنم عن إيمان بحقوق الإنسان؟ أخفينا الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان حتى لا يستغلها الطرف الآخر !! يعني الصمت عن الانتهاكات لأن الذين يرتكبونها شركاء لنا في " الثورة"..الإصلاح والفرقة الأولى .. هذا هو منطقهم ! فيا لهم من ثوريين؟ * والجديد الذي نشره هؤلاء عن الانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان في تلك الساحة "الثورية" تكمن قيمته في أنه شهادة شركاء على شركائهم ، ويؤكد صحة ما تناولته وسائل الإعلام ومنظمات حقوقية وما تناولناه في هذه المساحة مراراً كثيرة حول الفظائع التي ارتكبها الإصلاحيون والفرقة الأولى مدرع بحق مخالفيهم في الرأي ومنتقدي جرائمهم.. واستدللنا بذلك على النزعة الاقصائية التي تحكم تفكير وسلوك الإصلاحيين والأحمر ، وها هو أمين حزب الحق وآخرون يشكون شكاوى مريرة من ذلك التفكير وذلك السلوك .. وهؤلاء الذين خرجوا عن صمتهم اليوم كانوا على اطلاع بما يدور في الساحة يومياً ومنذ البداية.. كانوا ولا يزالون على علم أن للثورة الشبابية سجناً في الفرقة الأولى مدرع وزنازين في الحصبة وسجناً في مذبح وأن مكتب البريد وجمعية الإصلاح الخيرية حولت إلى سجون ، والصور الأخيرة التي نشرتها أمل الباشا ونشطاء آخرون للمعذبين تبين أن هناك سجوناً ومراكز تعذيب أخرى غير التي كنا نعرف عنها. * ليس من حق أحد أن يقول هذه مسألة لا تخصك وأنها تخص ( الثورة) فلا تقحم نفسك فيها..المسألة تخص كل إنسان لأنها تتعلق بانتهاكات منظمة لحقوق الإنسان .. لذلك نطالب حكومة الوفاق الوطني أن تضع حداً لها، وأن تغلق تلك السجون ، وأن تحقق في قضايا القتل والتعذيب والاعتداء التي ارتكبت في الساحة وكان ضحاياها من شباب الساحة نفسها التي شهدت في اليومين الأخيرين عنفاً طال 20 شاباً ،وسبقتها جرائم قتل وضرب وتعذيب ضحاياها معروفون بالاسم مثل طلال الخطيب ووليد مياس وهارون الشرعبي ومنير الحيلة ومصطفى المنصور وحمزة المحاقري وعشرات غيرهم ، ناهيك عن العنف المادي الذي طال عشرات النساء. إن حزب الإصلاح قبل مؤخراً تشكيل لجنة تحقيق طالب بها شركاؤه في المشترك الذين لم يجدوا مهرباً للتغاضي عما يتعرض له شبابهم على يد اللجان الأمنية الإصلاحية وعسكر الفرقة ، ولا جدوى من لجنة تحقيق حزبية في قضايا تتعلق بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، فهذه مهمة الحكومة والقضاء.