- الشيخ حميد الأحمر أمين عام لجنة الحوار الخاصة به والقيادي الكبير في حزب الإصلاح ، دعا قبل يومين أمين عام مجلس التعاون عبد اللطيف الزياني وجمال بن عمر ممثل سكرتير الأممالمتحدة للحضور إلى صنعاء .. لماذا؟ لكي يروا كيف يتعامل الرئيس علي عبدالله صالح مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. يريد حميد الأحمر القول إن الرئيس علي عبدالله صالح لا يتعامل بجدية مع المبادرة وآليتها .. وفي نفس التصريح أكد الشيخ حميد الأحمر إنه ضد المبادرة وآليتها ، ولو أطلع السيدان الزياني وبن عمر على تصريح حميد فسوف يكونان في غنى عن الحضور إلى صنعاء لمعرفة من هم الذين يرفضون المبادرة وآليتها ويقاومون كل الإجراءات التي تتم في سبيل تطبيق المبادرة وآليتها.. فالشيخ حميد في ذلك التصريح نفسه أعلن رفضه لما تضمنته المبادرة وآليتها بشأن التزام جميع الأطراف العمل من خلال مجلس النواب وإقرار التشريعات والقوانين بما فيها ما يخص الضمانات .. وقبل حميد كرر أخوه الأكبر صادق الأحمر القول إن المبادرة لا تعنيه وأنها لم تلب مطالب الشباب .. وسبقهما إلى ذلك حليفهم اللواء قائد الفرقة .. فمن هو الذي يعيق تطبيق المبادرة وآليتها ؟ - وإذا كان رعاة المبادرة على علم بتلك التصريحات ، فإننا أيضاً نضم أصواتنا إلى صوت الشيخ حميد بدعوة الزياني وبن عمر لزيارة صنعاء لمعرفة كيف تتعامل جميع الأطراف المعنية مع المبادرة وآليتها وليريا ما يقوم به كل طرف على الأرض. الشيخ حميد وإخوته متمسكون ببقاء مجاميعهم القبلية المسلحة في الحصبة وما حولها ، والفرقة الأولى مدرع لم تقم بأكثر من إزالة المتاريس من شارع الستين ، وأخيراً استبدلتها ببراميل بينما زادت في أعداد نقاط التحصين والجنود والأطقم والمدرعات في الأحياء السكنية ، وحزب الإصلاح لم يخرج مليشياته من المباني والساحات المهجورة في جامعة صنعاء التي يجمع إليها الميلشيات ويدربها .وهذا في العاصمة وحدها في حين أن الجزء الآخر من العاصمة طبقت فيه كل الإجراءات المقرة من " لجنة الشؤون العسكرية والأمن والاستقرار" التي يترأسها نائب رئيس الجمهورية. إن تلك الأقوال والأفعال هي مجرد شواهد قليلة من شواهد لا حصر لها، تؤكد أن تلك الأطراف لا تبدي التزاماً تجاه المبادرة وآليتها التنفيذية ، وبرهنت على ذلك من خلال سلوكها في الأيام الأخيرة الذي يعرض التسوية لانتكاسة حقيقية ، بعد أن كانت البداية تشجع على التفاؤل. -هناك من رفض ولا يزال يرفض المبادرة وآليتها مثل الحوثيين .. وهؤلاء في هذه المرحلة ليسوا طرفاً في المبادرة وآليتها ولا يمثلون مصدر إعاقة لها حتى " صوتياً" ، ولكن الأمر الخطير أن من يعيقون تنفيذ المبادرة على الأرض ومن يتهربون من التزاماتهم تجاهها هم أطراف موقعة على المبادرة وآليتها .. فالشيخ حميد طرف موقع على الآلية والمبادرة من خلال ممثلي حزبه ومن خلال ممثلي لجنته التي كانت حاضرة في اتفاق الرياض، وكذلك كان للقائد المنشق ممثليه وللإصلاح ممثليه .. وهم جميعاً لهم تمثيل كبير في حكومة الوفاق ولهم تمثيل نيابي في مجلس النواب الذي له دور في تنفيذ ما يخصه من الالتزامات المقررة في الآلية.. الشيخ حميد الأحمر مثلاً كعضو في مجلس النواب ملزم بالتصويت للقوانين التي توجب المبادرة والآلية على أطرافها الالتزام بإصدار تلك القوانين. ولكنه يعلن صراحة رفضه لذلك ويحرض حلفاءه ضده .. ثم يدعي أن صالح غير ملتزم بالمبادرة ؟ إنه الافتراء بعينه.