من الظواهر السلبية السيئة التي انتشرت في مدينة عدن ظاهرة حمل السلاح بين ابناء عدن و بالذات الشباب منهم بل من هم في عمر الزهور ، وهذه الظاهرة لم تشهدها عدن من قبل بل انها تبرز لاول مرة حاملة معها العديد من المشاكل و المآسي لان من حمل السلاح كما يقول الاولون (اما قاتل او مقتول) و نتيجة تفشي هذه الظاهرة القبيحة انتشرت جرائم القتل و السطو على الممتلكات العامة و الخاصة و الاعتداء على الآمنين و ابتزاز الباعة و اصحاب المحلات و المتاجر للحصول على اتاوات غير مشروعة لاتستند الى أي مسوغات قانونية و التقطع للمواطنين في الطرقات العامة و تهديدهم بقوة السلاح الى ان و صل الامر الى النهب وسرقة السيارات الخاصة لبعض المواطنين . ان هذه الظواهر لاتنتمي لعاداتنا و تقاليدنا و حضارتنا و بالذات في مدينة عدن الجميلة الآمنة والحضن الدافئ لكل ابناء الوطن بمختلف اتجهاتهم وانتماءاتهم السياسية و الحزبية فمنذ قديم الزمن كانت عدن ملاذا امنا لكل من دخلها زائرا او مواطنأ او مقيما فيها ان مدينة عدن تعيش في هذا الزمن الرديء اسوأ و اصعب فتره زمنية عاشتها منذ قرون من الزمن . فعلى الرغم مما شهدته من صرعات سياسية و احتراب بين من توالى على حكمها منذ نيل الاستقلال الوطني في نوفمبر 1967م و حتى تحقيق الوحدة إلا أن تلك الصراعات كان سرعان ما يتم حسمها و ينتهي كل شيء و كأن شيئا لم يكن و اليوم و نحن نعيش في القرن الحادي و العشرين فان مايحز في النفس اننا عدنا الى العصور القديمة و الى شريعة الغاب و هذا لايليق بابناء عدن ولابمدينة متحضرة مثل مدينة عدن التي كانت منارا للعلم والثقافة و الفنون و الرياضة او الابداع في شتى مجالاته. ما احوجنا اليوم الى ان نشاهد بديلا عن المظاهر المسلحة و عن ظواهر القتل و السلب و النهب و التقطع ما احوجنا الى ان تستبدل تلك المظاهر و الظواهر بظواهر اخرى عصرية و بدلا من ان نرى صور الشهداء و القتلى في الشوارع و على جدران المباني والسيارات نريد ان نرى صور المتميزين المبدعين في مجال الفنون و الرياضة و العلوم ، بدلا من ان نرى يافطات و شعارات التحريض و التعصب الحزبي الضيق نريد ان نرىاليافطات التي تحمل الدعوات لحضور المعارض العلمية و الثقافية والادبية و يافطات تحمل الدعوة لحضور المهرجانات المسرحية و الغنائية و الرياضية و الاعلان عن افتتاح المشاريع الاقتصادية والتنموية . ماأحوجنا اليوم الى ان نسمع بديلا عن اصوات الاعيرة النارية والمفرقعات و الانفجارات التي اصبحت ظاهرة ليلية تنغص حياتنا الهادئة و تثير الرعب في صفوف النساء و الاطفال واصبحنا لانفرق بين ما اذا كانت تلك الاصوات ناجمة عن طلقات لاعيرة نارية بالذخيرة الحية ناتجة عن اشتباكات مسلحة بين هذه الجهة وتلك أو العاب نارية احتفائية بعرس و حتى ان كانت كذلك فانها اصبحت تستخدم هذه المتفرقعات و الالعاب النارية الفرائحية بطريقة مزعجة تقلق منامنا و تروع اسرنا و اطفالنا وفي اوقات مختلفة من النهار و الليل و حتى منتصف الليل و تمتد الى ما قبيل طلوع الفجر. نريد ان تتبدل هذه الظواهر السيئة بظواهر حضارية تبعث في انفسنا الفرح و السرور والسعادة و تخلص مجتمعنا من اسوا ظاهرة دخيلة و نلحق بركب التطور الحضاري و نبني انسانا و مجتمعا جديدا متسلحا بالعلم و الوعي الذي يعود الينا بالخير بديلا عن الآلي الذي يجلب الشر و الويل و الثبور و الضياع وان توفر الطلقة التي نهدرها في الهواء الى وقت الحاجة و ان نحسن استخدام السلاح ونعرف متى نستخدمه فالسلاح يجب ان لايستخدم الافي الدفاع عن عدن من أي اعتداء همجي و الذود عن كرامة اهلها و مواطنيها .. اخيرا اقول لكل من عشق عدن و احبها وولد و ترعرع و عاش فيها ان عدن بدون سلاح احلى ..