بدأت أمس بصنعاء الدورة الأولى من البرنامج التدريبي التوعوي حول تفعيل دور الخطباء والمرشدات الدينيات في دعم المشاركة السياسية للمرأة اليمنية ودورها في الانتخابات الرئاسية المبكرة . الدورة التي تستمر أربعة أيام ويشارك فيها 100 من الخطباء والمرشدات الدينيات في محافظات صنعاء وصعدة وعمران والجوف ومأرب، تنظمها وزارة الأوقاف والإرشاد واللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء بالتعاون مع مشروع الدعم الانتخابي في اليمن . وفي الافتتاح أشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي محمد حسين الحكيمي إلى الأهمية التي تكتسبها هذه الدورة التدريبية التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى الخطباء والمرشدات الدينيات بأهمية دورهم التوعوي لتعزيز مشاركة المرأة في الانتخابات وتفعيل دور المسجد في التوعية بأهمية المشاركة السياسية للمرأة .. لافتا إلى أن الجميع يدرك أن رسالة المسجد على مر العصور تعتبر من أقدس وأجل الموجهات العامة للمجتمع منذ بدء نشر الدعوة الإسلامية على يد معلم الإنسانية الأول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وذلك لأنه يقع على عاتق الخطباء والمرشدات الدور الأكبر والأكثر تأثيرا وتفعيلا في حشد الناس وتثقيفهم وتنويرهم وتوعيتهم ليمارسوا حقوقهم الانتخابية التي كفلها الدستور والقانون دون فرق بين الرجل والمرأة . ولفت القاضي الحكيمي إلى أن اللجنة العليا للانتخابات تعول كثيرا على الدور الكبير الذي يقوم به الخطباء والمرشدات في تبصير الناس وتوجيههم التوجيه الديني الذي يخدم مصالح الأمة ويعمق مشاعر الولاء والانتماء لهذا الوطن ويدعو إلى التعاون والإخاء بين أفراد المجتمع ونبذ الفرقة والاختلاف بما من شأنه أن يؤدي إلى التقريب بين وجهات النظر ونبذ التخاصم والتنازع امتثالا لقوله تعالى " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما". وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات : "إن الوطن أحوج ما يكون إليكم في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة باعتبارها تمثل منعطفا خطيرا في تاريخه وذلك بالوعظ والإرشاد وقول كلمة صادقة تعينه على تجاوز ما يعانيه من تشتت الأفكار وتعدد الرؤى" .. داعيا المشاركين في الدورة إلى بذل كل ما لديهم من طاقات وقدرات ومواهب لمخاطبة وإقناع المرأة خاصة والشعب عامة بأن ينحازوا إلى صف مصلحة الوطن لتجاوز محنته بالمشاركة الفاعلة في الانتخابات الرئاسية المبكرة باعتبارها السبيل الوحيد لاستقرار وأمن وازدهار الوطن. وأكد القاضي الحكيمي أن الانتخابات الرئاسية المبكرة تعتبر الهدف الأهم في هذه المرحلة وبها نحسم الخصام ونوحد الوئام ونوحد الصف ونقيم الحجة على من يتربص شرا ببلادنا .. مشيدا بالدور المهم الذي يضطلع به الإخوة والأخوات الخطباء والمرشدات للارتقاء برسالة المسجد نحو الأسمى والأفضل لما فيه خير اليمن وتقدمه وأمنه واستقراره. من جانبه أكد وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد، أهمية المرحلة الراهنة التي يمر بها الوطن وضرورة تعزيز الدور الكبير للعاملين في قطاع الإرشاد للمساهمة بالوصول بالوطن إلى بر الأمان وإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في موعدها .. لافتا إلى أن الوطن يواجه العديد من التحديات والإشكاليات، فيما تمثل الانتخابات إحدى القضايا المهمة التي ستأخذ بأيدي جميع أبناء الوطن نحو الأمن والاستقرار والبناء باعتبارها أحد مظاهر وصور الحكم الشوروي والديمقراطي . وشدد على الدور الكبير للخطباء والمرشدين في تعزيز التوعية الديمقراطية وحث الناخبين والناخبات على ممارسة حقوقهم الديمقراطية والقيام بواجبهم الشرعي والوطني كأحد صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والولاية بين المؤمنين. وأشار وزير الأوقاف والإرشاد إلى ما يشهده الوطن من تجاوب شعبي يحتم على جميع المعنيين في قيادات مختلف القوى السياسية تنفيذ ماتبقى من المبادرة الخليجية وعدم التراجع عنها باعتبارها المخرج السليم والآمن الذي سيحفظ للوطن هيبته ومكانته وأن ذلك مطلب جميع القوى السياسية وجميع أبناء الوطن الذين يطالبون بالإيفاء بهذه المبادرة وعدم التراجع عنها . وبين أن على الخطباء والمرشدين تحمل أمانتهم من خلال الكلمة الطيبة في التوعية والإرشاد والهادفة لتحقيق ما تتضمنه الانتخابات من مقاصد شرعية يجب أن يشارك الجميع في تحقيقها. وكان نائب مدير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة محمد الناصري قد أكد أهمية هذه الدورة في سياق الإعداد للانتخابات الرئاسية المبكرة التي يجب أن تشهد مشاركة واسعة من قبل الناخبين وممارسة حقهم في التصويت والاقتراع بما يحقق نتائج جيدة تسهم في إيجاد الشروط الضرورية لمرحلة انتقالية كاملة تنفذ إصلاحات ديمقراطية شاملة وإحداث تغييرات جذرية في اليمن. واعتبر دور وزارة الأوقاف والإرشاد جوهريا ومهماً في هذه المرحلة انطلاقا من مبادئ الإسلام التي تدعو إلى إعلاء كرامة الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة . وذكر أنه سيتم تدريب الخطباء والمرشدات على كيفية تشجيع مشاركة النساء في العملية الانتخابية انطلاقا من روح الشريعة الإسلامية السمحة، وسينفذ البرنامج في عدد من المحافظات بما يكفل مشاركة واسعة والوصول إلى وعي انتخابي واسع وسط جمهور الناخبات. كما أوضح أن دعم المجتمع الدولي لليمن سيساهم في إنجاح العملية الانتخابية بما يحقق الاستقرار والرخاء للشعب اليمني وتعزيز مسيرته الديمقراطية. يشار إلى أن الدورة تهدف إلى تفعيل دور المسجد في التوعية بأهمية المشاركة السياسية للمرأة وإعداد الخطط وتشكيل الشبكات الإرشادية وفرق النزول الميداني في المحافظات المستهدفة. وسيتلقى المشاركون والمشاركات خلال أربعة أيام تدريبات حول وسائل الاتصال المباشرة و غير المباشرة ودليل التوعية الانتخابية للانتخابات الرئاسية المبكرة 2012م ، ومفهوم الإسلام للمشاركة السياسية للمرأة، بالإضافة إلى العديد من المحاضرات حول واقع ودور المرأة اليمنية في تنمية المجتمع ومتطلبات النهوض بدور المرأة في العملية السياسية ودور العلماء في هذا الجانب والآفاق المستقبلية للمشاركة السياسية في اليمن. حضر حفل الافتتاح نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي خميس سالم الديني وكبير خبراء مشروع الدعم الانتخابي الدكتور برهام اباجيان.