أثبتت التجربة جدوى التمسك ببعض المبادئ المهمة والضرورية والقيم والعبر والمواعظ والنصائح باعتبارها من أسباب النصر وتحقيق الأماني والطموحات والأهداف المنشودة. أولى هذه الوصايا عدم التنازع لأن التنازع يؤدي إلى الفشل وذهاب ريح الجماعة بل والأمة بأكملها فينبغي الحرص على إصلاح ذات البين الذي هو سر قوة ونجاح أي جماعة لها قضية عادلة . ويتجسد إصلاح ذات البين في الاتفاق على رؤية واحدة ومشروع حضاري موحد وواضح المعالم والحدود بعيداً عن الظهور بمظهر الذين تحسبهم جميعاً وقلبوهم شتى وآراؤهم متعددة ولهم مصالح واتجاهات فكرية متباينة ومختلفة تجعل العالم يتحير فلا يدري مع من يقف.؟! ثاني هذه الوصايا تركز على الحرص على قراءة التاريخ والإطلاع عليه خاصة بين أوساط الجيل الجديد الثوري والمندفع والحماسي لأن أغلب هذا الجيل الذي لم يواكب أو يعيش واقع آبائه وأجداده المناضلين ولم يكلف نفسه الاطلاع على تاريخ بلاده السياسي والاجتماعي وتاريخ الصراعات الدامية والمريرة التي حدثت في الجنوب بل وفي الشمال وفي العالم أجمع ومن الضروري أيضاَ الإطلاع على جغرافية البلد ومشاكل الناس وقضاياهم المصيرية والواقعية والمهمة أو التي لها الأولوية . ثالث هذه الوصايا إلى شباب الحراك وأصحاب القضية انقلوا صورة مدنية وحضارية لانتفاضتكم وثورتكم السلمية من خلال المحافظة على مدنكم وشوارعها وعلى الممتلكات العامة والخاصة لأن قطع الشارع وإخافة السبيل ليس من أهداف ثورتكم السلمية وأول المتضررين من ذلك أهاليكم وجيرانكم وأقرب الناس إليكم ولا يتضرر من ذلك من قامت ثورتكم السلمية ضده ويصبح حالكم مثل حال من يرفعون شعار الموت لأمريكا ولإسرائيل ولا يقتلون إلا أبناء جلدتهم فقط.. رابع هذه الوصايا تتمثل في تحري المصداقية في نقل الأخبار الصحيحة والواقعية عن نضالكم السلمي وتجنب أساليب الفبركات والمبالغات والمغالطات والمزايدات التي تنتهجها بعض القنوات الفضائية الخاصة وتؤثر على خطابكم الإعلامي بصورة سلبية عند الجماهير المتعاطفة مع قضيتكم العادلة والمتابعة لخطابكم الإعلامي الواقعي والحقيقي. خامس هذه الوصايا تنصح بتجنب إرهاب الناس بأنواع الأسلحة لأن استخدام ورقة السلاح ضد إخوانكم دليل عن عجز وغياب للمنطق والعقل والحكمة والناس لا يلجؤون إلى ورقة السلاح إلا في حالة الدفاع عن النفس مع عدو وفي حالة استنفاد كافة الوسائل السلمية والحضارية واللجوء لاستعمال السلاح كالذي يستخدم الكي آخر دواء عثر عليه..!!. سادس الوصايا تقول لكم استحضروا في أذهانكم قضايا الشعوب التي تتشابه مع قضيتكم واستفيدوا من خطوات وطرق ووسائل أصحاب تلك القضايا في نضالكم السلمي من أجل الحرية والعدالة والانعتاق من الظلم والجور الذي لحق بكم. سابع هذه الوصايا تدعوكم للابتعاد عن الأنانية والمكابرة والإصرار على عدم الاعتراف بالآخر والتمسك بالرأي الأحادي والشمولي والمتشدد الذي ينطبق عليه المثل الشعبي القائل: (حبتي وإلا الديك) أو المثل الشعبي القائل ( أنا ومن ورائي الطوفان) فهذا العناد والتصلب لا يرجع الحقوق إلى أصحابها لأنك إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع وهذه الوصية السابعة تدعوكم للتمسك بالنضال السلمي والحوار الحضاري حتى لا توصفوا بالمتشددين أو بالمتحجرين فالنضال السلمي والحوار كانا هما أسلوب وطريقة الزعيم الروحي لشبه القارة الهندية المهاتماغاندي. ثامن هذه الوصايا تدعوكم للتراحم فيما بينكم وكونوا على قلب رجل واحد يحبكم الناس ويقف العالم في صفكم ومع قضيتكم العادلة فتنتصروا بإذن الله. آخر هذه الوصايا اطلبوا من الله سبحانه وتعالى المستحق للعبادة العون والمدد الذي أمركم أن تقولوا في كل صلاة " إياك نعبدوا وإياك نستعين " فالاستعانة بالله وقت العبادة وفي غيرها فيها فلاحكم ونجاحكم ونصركم . "فإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".