دعا مدير عام منظمة العمل العربي احمد لقمان إلى اعتماد الحوار المسؤول بين أطراف الإنتاج بهدف الخروج برؤى مشتركة فعالة تسهم في تحقيق الحماية الاجتماعية .. مؤكداً أن سد الفجوة بين البناء الاجتماعي والاقتصادي في الوطن العربي، أصبح مسألة ملحة خلال الفترة القادمة. وقال لقمان خلال افتتاح أعمال الدورة ال 39 لمؤتمر العمل العربي بالقاهرة أمس الأحد، بمشاركة وفد بلادنا برئاسة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور أمة الرزاق حمد «أن الشعوب العربية قدمت للإنسانية منهجاً جديداً في التغيير السلمي للمطالبة بالحقوق في العيش الكريم» . وأضاف «أن قضايا البطالة والتشغيل فرضت نفسها على الجميع وأصبحت أولوية أكثر إلحاحاً للقادة والحكومات والشعوب».. مشيرا إلى أن الأحداث التي مرت بها المنطقة العربية فاقمت من ارتفاع معدلات البطالة وتفشي الفقر، حيث ارتفعت معدلات البطالة الى الثلث، مما كانت عليه . من جانبه قال رئيس المؤتمر وزير العمل الفلسطيني الدكتور احمد مجدلاني في كلمته أمام المؤتمر الذي يشارك فيه 17 وزيراً ومندوباً عن اتحادات الغرف التجارية العربية والنقابات العمالية العربية يمثلون أطراف العمل والإنتاج (الحكومة وأصحاب العمل والعمال) « إن التعامل مع الواقع الجديد في المنطقة بآفاق وتطلعات جديدة، أصبح ضرورة لتحقيق ما تصبو إليه الشعوب العربية ولا رجعة فيه لتحقيق التقدم والازدهار والديمقراطية » . وأشار رئيس المؤتمر إلى وجود تحديات باتت تواجه الاقتصادات العربية وحتمت ضرورة وضع آليات ورؤى أكثر دقة وتنظيماً للنهوض بالمجتمعات المحلية وتحقيق التكامل الاقتصادي. مؤكداً أن التكامل الاقتصادي سيسهم في توفير فرص العمل للشباب وسيكفل لهم العيش الكريم . فيما أكد الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بالجامعة العربية ممثل أمين عام الجامعة الدكتور محمد التويجري أهمية العمل من اجل تحقيق نمو اقتصادي طبيعي يسهم في استيعاب البطالة المتزايدة ويحقق التنمية المستدامة في العالم العربي. ودعا التويجري إلى التركيز على دعم الابتكارات وتطوير البحوث والدراسات المتخصصة وكذلك الاستثمار في التعليم، كونه الأساس والأداة التي على عاتقها ستتطور دول المنطقة العربية. من جانبه اعتبر رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربي وزير العمل في المملكة العربية السعودية عادل الفقيه، أن المرحلة التي يعقد فيها المؤتمر بالغة التعقيد وتحتاج إلى معالجات حصيفة بسبب ما تمر به المنطقة من تحولات وتحديات فرضتها المعدلات المرتفعة من البطالة وتفشي الفقر وانحسار فرص العمل . وأكد ضرورة البحث عن آليات بناءة وأكثر فعالية للإسهام في تحقيق العدالة الاجتماعية التي يصبو إليها المواطن العربي واستعرض المؤتمر تقرير مدير منظمة العمل العربي المتضمن أوضاع الحماية الاجتماعية على المستويين العربي والدولي وسبل تكامل شبكات الأمان الاجتماعي للحد من شدة البطالة وتزايد أهمية الحماية الاجتماعية للقطاع الاقتصادي غير المنظم وتحقيق فرص عمل للمرأة والحماية الاجتماعية ومحاربة الفقر والتهميش ومواجهة الأزمات . وفي تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أوضحت الدكتورة امة الرزاق حمد ان المؤتمر يركز بشكل أساسي على الحماية الاجتماعية سبيلاً لتحقيق العدالة الاجتماعية وضماناً لجيل المستقبل وذلك سعياً لتوحيد الجهود التي من شأنها التقليل من معدلات البطالة المرتفعة في اليمن وفي كافة الدول العربية ودول العالم بشكل عام . وأشارت إلى أن الأحداث التي مرت بها المنطقة العام الماضي، أثرت بشكل واضح على ارتفاع معدلات البطالة وأثرت على تشغيل الأيادي العاملة، منوهة بأن اليمن يسعى للتنسيق مع وزارات العمل في دول مجلس التعاون الخليجي من اجل العمل على تقديم المزيد من التسهيلات لاستيعاب المزيد من العمالة اليمنية. وكان قد سبق افتتاح المؤتمر عقد الاجتماع التنسيقي ال 43 لمجلس وزراء العمل بدول مجلس التعاون الخليجي الذي ناقش عدداً من الموضوعات المطروحة على المؤتمر العربي، واتخذ عدداً من الإجراءات والخطوات المتعلقة بتنسيق الجهود الرامية إلى الخروج برؤية موحدة تجاه بعض القضايا المطروحة على الدورة ال 39 لمؤتمر العمل العربي . ومن المقرر أن يناقش المؤتمر عدداً من التقارير الخاصة بالتكامل الاقتصادي العربي بين القطاعين العام والخاص وبرامج مكافحة البطالة، كما تعقد على هامش المؤتمر مائدة مستديرة لمناقشة تشغيل الشباب والتغيرات العميقة في البلدان العربية، وانتخاب رئيس المؤتمر وثلاثة نواب، إضافة إلى انتخاب المدير العام المساعد.