مدينة السويداء السورية، قديمة قدم التاريخ، تشتهر بآثارها وبطبيعتها الجبلية الساحرة ، تقع في أقصى الجنوب ، وتبعد عن العاصمة دمشق حوالي 100كيلومتر إلى الجنوب. مدينة السويداء هي كبرى مدن محافظة السويداء، ترتفع عن سطح البحر 1000 متر، لذلك تعتبر مصيفا رائعا حيث تكون درجات الحرارة صيفا معتدلة معظم الوقت. وتشتهر بزراعة التفاح والعنب بكافة الأنواع؛ وتعتبر فاكهتها من أطيب الفاكهة بسبب اعتماد الأشجار على الأمطار وليس على الري. تشهد السويداء حركة عمرانية واسعة، وهي تشتهر أيضا بفن العمارة، حيث تكثر فيها الفيلات الجميلة، ذات الحجر الأبيض والحجر الأسود و تحتوي بشكل عام على عدد من المعامل والمصانع، ولكنها لا تعتبر مدينة صناعية ، ويعتمد معظم الناس في مواردهم على الزراعة. يعد جنوب سورية من المناطق الغنية بالآثار والأوابد التاريخية المهمة. فكل حجرٍ من أحجاره ترجمان يفصح عن تاريخه الحضاري الغابر؛ ولكل موقعٍ من مواقعه الأثرية قصة مشرقة من الماضي، تلقي ضوءا وهاجا على حضارات تليدة، ازدهرت في هذه البقعة الجميلة من سوريا. استقرت في هذه المنطقة مختلف الموجات القادمة من شبه الجزيرة العربية وما بين النهرين من: أكادية، آمورية، كنعانية، آرامية، آشورية، نبطية، صفائية، غسانية، وتعرضت للغزو اليوناني، السلوقي والبلطمي، ثم قدمت الفتوحات العربية الإسلامية عام 635 م. عرفَت مناطق جنوبسوريا قديما بإسم «باشان» أو «بازان»، وكانت تمتدّ من جبال الحرمون حتى شرقي الأردن، وحكمها الملك «عوج» ثم خضعت لحكم مملكة دمشق الآرامية خلال الألف الأولى ق.م. وفي أيام الآشوريين حملت تسمية «جبرانوي» أي الأرض المجوفة. كما حملت تسميات مختلفة مثل «أورانيتيس» أي بلاد الكهوف والمغائر، و«تراخونيتيس» أي بلاد الحجارة الكثيرة، و«جولانيتيس» أي منقطة الهضاب ذات التحصينات. وسمي جبل العرب وقتئذ «أسلداموس» وكان ذلك خلال العهود اليونانية - الرومانية - البيزنطية. أما خلال العصر العربي الإسلامي فقد سمي جبل العرب بجبل (الريان) أي المرتوي والمشبع بالخصب .