معلولا إحدى بلدات القلمون في سوريا تقع في شمال غرب دمشق على بعد 50كم ، اسمها يعني المكان المرتفع ذا الهواء العليل حسب اللغة السريانية التي مازال سكان معلولا يتحدثون بها . تشتهر بوجود معالم مسيحية مقدسة ومعالم قديمة مهمة يعود تاريخها إلى القرن العاشر ق.م كما أن سكانها من المسيحيين والمسلمين ما زالوا يتكلمون باللغة الآرامية ( السريانية) لغة السيد المسيح حتى اليوم بجانب اللغة العربية كما في قرية جبعدين وبخعة . تزدحم معلولا وأديرتها وكنائسها بآلاف الزائرين في عيد الصليب ، حيث يتوافد الزوار إلى معلولا للمشاركة في الأعياد المقدسة ويتلاقى الزائرون من دول أوروبا والعالم بالزوار من سوريا وأنحاء الشرق . تحتوي معلولا معالم تاريخية متفردة أهمها الأديرة والكنائس والممرات الصخرية وعلى آثار مسيحية قديمة مهمة في تاريخ المسيحية منها كنيسة بيزنطية قديمة وأضرحة بيزنطية منحوتة في الصخر في قلب الجبل ، كما يوجد فيها دير مار تقلا البطريركي . تتميز بيوت بلدة معلولا بارتفاع بعضها فوق بعض طبقات بحيث لا تعلو الطبقة الواحدة منها أكثر من ارتفاع بيت واحد لتتحول بذلك سطوح المنازل إلى أروقة ومعابر لما فوقها من بيوت لتكون ذات طابع متميز . أما الأوابد والأحجار الضخمة والكهوف والمغارات المحفورة في الصخر التي سكنها الإنسان القديم فتحكي قصة تاريخ آلاف السنين منذ العهد الآرامي الذي كانت فيه معلولا تتبع مملكة حمص إلى العهد الروماني الذي سميت فيه معلولا سليوكوبوليس وإلى العهد البيزنطي الذي لعبت فيه دوراً دينياً مهماً عندما أصبحت بدءا من القرن الرابع مركزاً لأسقفية استمرت حتى القرن السابع عشر . ومن ابرز معالمها دير مار سركيس في القرن الرابع الميلادي ، ويضم دير مار تقلا رفات القديسة تقلا ابنة أحد الأمراء السلوقيين وتلميذة القديس بولس وماء مقدسا للتبرك، وتعيش اليوم في دير مار تقلا رهبنة نسائية ترعى شؤونه وتعتني به وبزائريه الذين يأتون إليه من كل صوب ومن كافة أنحاء العالم للتبرك والزيارة . وتمتاز معلولا بما يسمى فج مار تقلا وهو شق في الجبل يحدث ممرا ضيقا من طرف الجبل إلى طرفه المقابل وفي هذا الشق ساقية ماء تزيد وتنقص وفق الفصول والمواسم .