* روج إعلام حزب الإصلاح منذ ظهيرة الجمعة إلى مساء الأحد الماضي لدموع الشيخ ربيش بن كعلان كبير مشايخ الجدعان وكتبوا عن (دموع ربيش تضيء اليمن) .. ودموعه التي (تلصي اليمن) وان خطوط نقل الكهرباء من مارب ومحطة الكهرباء الغازية صارتا في أمان الله لأن الشيخ ربيش وقف بعد صلاة الجمعة في المسجد بيده مصحف وعلى وجنتيه دموع حارة يخطب في قبيلة الجدعان أنا شيخكم فاتقوا الله وكفوا عن ضرب ابراج الكهرباء .. وكان ذلك كافياً ليدبج اصحابنا مقالات ويفبركوا استطلاعات وتقارير من قبيل (أشاد محللون سياسيون) عن دموع الشيخ، وكيف أن قبائل الجدعان (في أول استجابة لدموع ربيش) وقعت (وثيقة) تعهدت فيها بحماية إبراج الكهرباء وانها اصبحت (يداً واحدة) على من يعادي الكهرباء، وأن أهمية الوثيقة تكمن في رعاية المحافظ الشيخ سلطان العرادة .. ولم يقطع اصحابنا المجازفة وينهوا (الحفلة) إلا بعد ان مساهم الجدعان بالخبر اليقين .. ليلة الأحد ضربت ابراج الكهرباء في مناطق قبيلة الجدعان مرتين، والزيادة هذه المرة إنهم (كعلوا) ابراج كهرباء من قواعدها الخرسانية مساء اليوم التالي .. وسجلوا ثلاث عمليات تخريبية في عشرين ساعة، ودخلت الجمهورية في ظلام الجدعان .. ولم تجد دموع ربيش ولا المصحف ولا الوثيقة الجدعانية. * إن مشكلة كبيرة بحجم قلع ابراج الكهرباء وبإخراج المحطة الغازية عن الخدمة، لا يجوز التعاطي معها بهذه الخفة، والترويج للدموع ورفع المصاحف والوثائق .. فمنذ عشرات السنين والقبائل توقع وتتعهد والدمار يزداد، وفي القضية التي نحن بصددها لا تحل إلا بإعمال القانون. وقد قالها رئيس الجمهورية، وهذه وزارة الداخلية تسمي لنا الجناة تباعاً وتحدد مكان ارتكاب الجناية وقبيلة الجاني .. فلماذا لا تتقدم خطوة وتذهب للامساك بالجناة وتحيلهم للنيابة العامة؟. يقال إن الحكومة تحاول اتقاء الشر بدفع الأموال، وهذا اسلوب كما قلنا مراراً يزيد عدد المجرمين في البلد، وبعض المشايخ يوجدون مبررات للجناة. يقولون الذي ضرب البرج الفلاني معه حق لأن راتبه موقوف، وفلان لم يفعل ذلك إلا دفاعاً عن اخيه المحبوس، وفلان ضرب البرج لأن قريته بدون كهرباء .. وهذه كلها مبررات غير مقبولة .. جمهورية تعيش في ظلام دامس بسبب قبيلي أهوج، ما هذا الجنون. * الحكومة تقول ان ابراج الكهرباء تعرضت لمائة واربعة واربعين اعتداء، وان الخسائر 36 ملياراً ونحو 900 مليون ريال .. هذه كلفة عالية، فما بالك لو حسبنا الخسائر التي تترتب على انقطاع الكهرباء عن مصانع وورش ومعامل ومتاجر .. إلخ. إن الحكومة مسؤولة وحدها عن إنهاء هذه الظاهرة أو الجريمة التي تعلم جيداً تكاليفها العالية، ولابد من انفاذ توجيهات الرئيس بشأن ملاحقة الجناة وجلبهم للعدالة، وكلفة هذه المهمة مهما كانت مرتفعة لن تساوي الخسائر الناتجة عن تعطيل المحطة الكهربائية بمأرب مدة ساعة. وفي الوقت ذاته من الانصاف القول إن مأرب التي تولد فيها الطاقة وتمد إلى معظم المحافظات من حق سكانها ان يحصلوا على الكهرباء .. فليس من العدل ان تمد الشبكة في سماء مناطقهم وهم يعيشون على الأرض بدون كهرباء .. وهذا الحرمان الذي نتحدث عنه لا يبرر لأي واحد منهم ضرب أبراج الكهرباء، لكنه يجب ان تضعه الحكومة قيد النظر وتقوم في أقرب وقت ممكن بكهربة مأرب .. خلوهم يشوفوا تلفزيون واشغلوهم بورش ومعامل وثلاجات بدلاً من الجهل وشغل أوقات الفراغ بالرماية والخبطات.