قال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إن حلف شمال الأطلسي لن يشن المزيد من الضربات الجوية على المناطق السكنية بعد مقتل 18 مدنيا أغلبهم من النساء والأطفال في غارة أثارت غضبا جديدا من القوات الأجنبية. واعتذر قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال جون الين عن سقوط القتلى في إقليم لوجار خلال عملية مشتركة مع القوات الأفغانية يوم الأربعاء ووعد بإجراء تحقيق في الملابسات التي أدت إلى وقوع الغارة الجوية. وقال مكتب الرئيس حامد كرزاي في بيان في وقت متأخر من مساء يوم السبت إن الرئيس التقى بألين والسفير الأمريكي ريان كروكر يوم السبت وقال إن مثل تلك الضربات تمثل انتهاكا لاتفاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في الشهر الماضي نصا وروحا. وأضاف البيان اعتذر قائد حلف الأطلسي مرة أخرى رسميا عن مقتل مدنيين في منطقة باراكي باراك في (إقليم) لوجار واتفق مع الرئيس كرزاي. قدم التزاما بأن قواته لن تشن غارات جوية في مناطق سكنية. وقال حلف الاطلسي في بادئ الأمر إن قواته والقوات الأفغانية تعرضت للنيران خلال العملية التي تهدف إلى اعتقال أحد قادة طالبان وطلبت شن غارة جوية. وأضاف أن تقارير عن العملية أشارت إلى أن امرأتين أصيبتا بجروح لم تهدد أرواحهما وأن عددا من المسلحين قتلوا. وقالت القوات التي يقودها حلف الأطلسي - بعد أن أظهر سكان القرية جثث نساء وأطفال من تحت أنقاض منزلين - إنها أمرت بإجراء تحقيق. وقالت الشرطة إن تسعة من الضحايا أطفال منهم رضيع وخمس نساء وثلاثة من كبار السن. وقال ايمال فيظي كبير المتحدثين باسم كرزاي إن أوامر صدرت بشن الغارة الجوية من جانب واحد دون تنسيق مع القوات الأفغانية على الأرض. وأضاف أن القوات الأفغانية طوقت المجمع وإذا كانت هناك نيران من الداخل فكان من الممكن التعامل معها. وأردف قائلا دقائق من الصبر فقط كانت من الممكن أن تنقذ أرواح المدنيين. وكثفت قوات حلف الأطلسي - التي تقودها الولاياتالمتحدة التي تتأهب لتسليم المسؤولية الأمنية للأفغان بحلول 2014 - العمليات ضد طالبان في الجنوب وشرق البلاد. لكن سقوط قتلى من المدنيين في بعض تلك العمليات أشعل استياء من القوات الأجنبية وأصبح ذريعة بالنسبة لطالبان التي تحارب القوات الأجنبية لإخراجها من البلاد. وقال فيظي إذا استمر قصف منازل الأفغان فستعتبر انتهاكا وعملا عدوانيا.