أعلن الجيش الأمريكي والحكومة الأفغانية اليوم الأربعاء إنّهما يحققان بصفة مشتركة في صحة تقارير أشارت إلى أنّ قصفا أمريكيا أدّى إلى مقتل 35 مدنيا، من ضمنهم نساء وأطفال. ووقعت الغارة المزعومة الاثنين في منطقة شاه والي، في إقليم قندهار، وفق ما أعلن الجيش في بيان. وقال متحدث باسم "طالبان" إنّ "غارات العدوّ الجوية قتلت 35 مدنيا من ضمنهم نساء وأطفال ربما كانوا يشاركون في حفل زفاف." وقال المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان جيف بندر إنّ "التحالف والسلطات الأفغانية بصدد التحقيق في تقارير عن إصابات طالت غير مقاتلين في قرية وش بغتو." وأضاف "رغم أنّ ما حدث غير واضح في هذه المرحلة، إلا أنّنا نأخذ على محمل الجدّ مسؤوليتنا في حماية شعب أفغانستان وتجنّب الظروف التي يكون فيها غير مقاتلين عرضة للخطر." وقال "إذا كان أبرياء قد قتلوا في هذه العملية، فنحن نعتذر ونعبّر عن تعازينا للعائلات وشعب أفغانستان" مشيرا إلى أنه تمّ إرسال فريق من موظفي التحالف لموقع الغارة لإجراء تقويم سريع للوضع واتخاذ الإجراءات الملائمة. ومن جهته، قال المتحدث باسم طالبان، قاري محمد يوسف أحمدي إنّ قوات من التنظيم دخلت في اشتباك بالرصاص مع "قوات عدوّة" استمر من الاثنين حتى الأربعاء، أدى إلى مقتل 13 جنديا ومقاتلا من طالبان. وأضاف أنّه أثناء الاشتباك، استدعت تلك القوات عمليات دعم جوية أدى قصفها إلى مصرع 35 مدنيا وجرح 15 مدنيا أيضا. كما أكّد رئيس إقليم قندهار وليّ كرزاي، وهو شقيق الرئيس الأفغاني، مقتل "عدد من المدنيين وجرح آخرين في غارة نفذتها قوات أجنبية في شاه والي كوت." وأضاف أنّ القصف الجوي تقرر بعد أن هاجم مقاتلون قوات أفغانية وأجنبية مشتركة. والشهر الماضي، كشف تقرير عسكري لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أن الغارة الجوية التي شنتها الطائرات الأمريكية على إقليم "هيرات" في أفغانستان قبل نحو شهرين، أدت إلى مقتل 30 مدنياً على الأقل، بالإضافة إلى 20 من العناصر المسلحة. يأتي هذه التقرير بعد سلسلة من التحقيقات أجرتها لجنة تابعة للبنتاغون، تركزت على أسباب التعارض بين تقارير صدرت عن الجيش الأمريكي في أعقاب الغارة الجوية التي حدثت في 22 أغسطس/ آب الماضي، والتقارير الأخرى الصادرة عن الحكومة الأفغانية ومنظمات دولية أخرى. وعلى خلفية تلك الغارة، أقال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي اثنين من قادة الجيش، كما طلب مجلس الوزراء الأفغاني من وزيري الدفاع والخارجية البدء بالتفاوض مع القوات الدولية، بما فيها القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي، حول اتفاقية "لوضع القوات." ويزيد سقوط مدنيين أفغان في عمليات التحالف من الضغوط الهائلة على كرزاي، الذي أعلن مؤخراً أن حكومته ستعلن قريباً عن "تدابير ضرورية" للحيلولة دون قتل مدنيين، إلا أنه لم يكشف عن تفاصيل تلك التدابير