قال مسؤولون أفغان يوم أمس الأحد ان غارة جوية لقوات يقودها حلف شمال الأطلسي في جنوبأفغانستان أسفرت عن مقتل 12 طفلا وامرأتين في واحدة من العمليات التي تقوم بها قوات أجنبية وتسقط أكبر عدد قتلى من المدنيين. وقال حاكم اقليم هلمند في بيان ان قاعدة تابعة لمشاة البحرية الامريكية تعرضت للنيران من مسلحين في الاقليم يوم أمس الأول السبت ما جعل القاعدة التابعة لمشاة البحرية تطلب المساعدة من قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها حلف الاطلسي. وتابع «وقعت الغارات الجوية لايساف على منزلين مدنيين. للاسف قتل 14 من المدنيين الابرياء وأصيب ستة مدنيين. وأضاف البيان أن سبعة فتية وخمس بنات وامرأتين من بين القتلى. وذكر أن ثلاثة أطفال من بين المصابين الستة. وقال متحدث باسم ايساف في كابول «نحن على دراية بالتقارير التي تزعم مقتل مدنيين امس الأول في هلمند» مضيفا أن فريقا للتقييم أرسل الى المنطقة وسيعلن عن النتائج قريبا. ويمثل قتل قوات أجنبية مدنيين على سبيل الخطأ وكثيرا ما يكون ذلك خلال غارات جوية أو «مداهمات ليلية» مصدر توتر رئيسيا بين الرئيس الافغاني حامد كرزاي والقوى الداعمة له في الغرب ويعقد من جهود كسب تأييد المواطنين الافغان في هذه الحرب التي أصبحت لا تحظى بشعبية بشكل متزايد. وأمر كرزاي يوم أمس الأول السبت وزارة الدفاع بتولي ما يطلق عليه المداهمات الليلية» قائلا ان القوات الافغانية يجب أن تقوم بهذه العمليات الحساسة بنفسها». ويقول الافغان ان هذه المداهمات التي يجري تنفيذها ليلا وتستهدف منازل يشتبه في أنها تأوي مسلحين عادة ما تؤدي الى سقوط ضحايا من المدنيين. وقال سكان ومسؤولون محليون من منطقة نوزاد في اقليم هلمند حيث وقعت الغارة الجوية ان الهجوم بدأ الساعة 11 مساء تقريبا بالتوقيت المحلي (06:30 بتوقيت جرينتش). وأظهرت صور التقطتها رويترز أقارب الضحايا من الفتية والفتيات وهم يحملون الجثث اليوم ملفوفة في أغطية تكسوها الدماء ويضعونها في شاحنة وينقلونها الى لشكركاه عاصمة الاقليم. وقال نور أغا الذي قتل أبناؤه في الهجوم «قصف منزلي في منتصف الليل وقتل أبنائي... طالبان كانت بعيدة عن منزلي.. لماذا تم قصف منزلي؟». وتأتي الغارة الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي في وقت تزيد فيه المشاعر المناهضة للغرب في أفغانستان وبعد أيام من احتجاجات سقط خلالها قتلى وقام بها آلاف ضد مداهمة ليلية نفذتها قوات من حلف شمال الاطلسي والتي قتل خلالها أربعة منهم امرأتان. وقتل 12 شخصا خلال تلك الاحتجاجات العنيفة ووقعت اشتباكات مع الشرطة في اقليم طخار الذي يتسم بالهدوء عادة في شمال البلاد وأصيب أكثر من 80 . وفي فبراير شباط أسفرت عمليات مشتركة للقوات الافغانية والاجنبية لمدة أربعة أيام عن مقتل 64 مدنيا في اقليم كونار بشرق البلاد منهم العديد من النساء والاطفال. وتمت تلك العملية عقب هجوم صاروخي في يوليو تموز الماضي سقط فيه 39 قتيلا كلهم تقريبا من النساء والاطفال في هلمند.