قال مسؤولون ومصادر أمنية إن 18 شخصا قتلوا يوم أمس الأربعاء في قتال بين جنود أتراك ومتمردين أكراد في ثلاث قواعد عسكرية بجنوب شرق تركيا في أعنف اشتباكات خلال الشهور الأخيرة. وأضافت المصادر أن ثمانية جنود أتراك قتلوا وأصيب 16 آخرون في هجمات متزامنة شنها مقاتلو حزب العمال الكردستاني على القواعد. وذكر مكتب حاكم إقليم هكاري الذي وقع فيه القتال قرب المنطقة الجبلية على الحدود مع العراق إن اشتباكات دارت لاحقا وقتل فيها جنود أتراك عشرة من مقاتلي حزب العمال الكردستاني. ويأتي الهجوم في وقت يشهد جهودا جديدة في تركيا للتعامل مع شكاوى الأقلية الكردية في محاولة لانهاء صراع عصف بالمنطقة لثلاثة عقود. وذكرت المصادر أن المقاتلين بدأوا الهجمات المنسقة حوالي الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي (0200 بتوقيت جرينتش) بإطلاق صواريخ ونيران البنادق على نقاط مراقبة عسكرية مضيفة أن العمليات مستمرة ضد المتمردين. وتابعت أنه يعتقد أن المهاجمين عبروا الحدود من شمال العراق ونفذوا الهجمات قبل أن يعودوا أدراجهم. ويعتقد أن الآلاف من متمردي حزب العمال الكردستاني يتمركزون في المناطق الجبلية بشمال العراق ويشنون من هناك هجمات على أهداف تابعة للدولة في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية. وأفادت وسائل اعلام تركية أن الجنرال نجدت أوزال قائد القوات المسلحة توجه إلى المنطقة مع قائدي القوات البرية وقوات الأمن. وبدأ حزب العمال الكردستاني الذي تصفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنه جماعة إرهابية تمردا انفصاليا عام 1984 وسقط أكثر من 40 ألف قتيل في الصراع. ويسعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لانهاء الصراع وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض التركي الشهر الحالي إنه مستعد للعمل مع حزب التنمية والعدالة الحاكم لحل المشكلة الكردية. وصرح اردوغان أمام البرلمان بأن اللغة الكردية يمكن أن تدرس كلغة اختيارية في المدارس وأشار أيضا إلى استعداده لإجراء محادثات مع السياسية الكردية البارزة ليلى زانا بعد أن قالت إنها تعتقد أن اردوغان قادر على انهاء مشاكل الأكراد. ووسط تكهنات عن اتخاذ المزيد من الخطوات لانهاء الصراع أثار بولنت أرينج نائب رئيس الوزراء في مطلع الأسبوع امكانية وضع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان قيد الاقامة الجبرية في منزله إذا ألقى المتشددون السلاح. إلا أن شخصيات بارزة أخرى في الحكومة رفضت هذه الفكرة مشيرة إلى حساسيات قومية تجاهها وقال اردوغان إن هذه هي وجهة نظر أرينج الشخصية.