احتفلت جامعة سبأ أمس بتخريج الدفعة الرابعة عشرة من طلابها في مختلف التخصصات الإنسانية والعلمية للعام الدراسي الجامعي 2011م - 2012م. وفي الاحتفال أكد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء حسن شرف الدين أن حكومة الوفاق الوطني ستولي دعمها الكامل للعلم والبحث العلمي على وجه الخصوص حتى يأخذ وضعه الذي يستحقه في المجتمع والدولة باعتباره ركنا أساسيا من أركان المعرفة الإنسانية والسمة البارزة للعصر الحديث. وقال شرف الدين في كلمته التي القاها نيابة عن رئيس الوزراء" أن البحث العلمي أصبح واحدا من المجالات المهمة التي تجعل الدول تتطور بسرعة هائلة وتتغلب على المشكلات التي تواجهها بطرق علميه ، بل لقد أصبح البحث العلمي محرك النظام العالمي الجديد ".. لافتا بهذا الخصوص إلى أن الأمم المتقدمة ترتكز في خططها واستراتيجياتها على البحوث العلمية وتعتبرها دعائم أساسية لنموها وتطورها، لأنها تفيد الإنسان في تقصي الحقائق والتغلب على المشاكل الاقتصادية والصحية والتعليمة والتربوية والسياسية وغيرها وتفيد في تفسير الظواهر الطبيعية والتنبؤ بها . وأشار إلى أن الحكومة والمجتمع يعولون كثيرا على الجامعات ومؤسسات التعليم باعتبارها مصانع العقول والقدرات، ونطالبها دائما بان تحرص على النوعية والجودة في عطائها ومخرجاتها لان العصر لا يرحم والوقت لا ينتظر وان تتنافس في تأهيل كوادر بشرية نوعية وتطوير برامج تعليمية جديدة متجددة بما يوفر للطالب رصيدا معرفيا وأكاديميا زاخرا يمكنه من التفاعل مع التطور الذي يشهده العالم. وأوضح الوزير شرف الدين أن اليمن بحاجة إلى كفاءات نوعية وقدرات مميزة وعقليات متفوقة وطاقات منتجة وبحث علمي قادر على المشاركة في المؤسسات المجتمعية وتلبية احتياجات سوق العمل والتخطيط للمستقبل والتأثير في صنع القرار وحل مشكلات اليمن وكذا بحاجة لتضافر الجهود والاستفادة من كل الخبرات العلمية والطاقات المنتجة لصنع العبور الآمن والتفرغ لبنائه بأيدي أبنائه إذ لا يرتقي شعب إلى أوج العلا ما لم يكن بانوه من أبنائه . وفيما هنأ الخريجين وتمنى لهم التوفيق ولجامعة سبأ مزيداً من التقدم والازدهار، رحب بانضمام الخريجين إلى عالم الإنتاج والإبداع والمسئولية والقرار المستقل، عالم الشراكة والمشاركة في بناء الوطن وخدمة المجتمع . وقال:" إن تخرجهم ونيلهم الشهادة الجامعية ليس معناه الوصول إلى نهاية المطاف، لكنهم اليوم يضعون إقدامهم على الدرجة الأولى من سلم الحياة، ويبدؤون مشوارهم مع رحلة مليئة بالطموحات والتحديات بالراحة والمتاعب، والحب والعطاء والأمل وينتظر منهم وطنهم الكثير باعتبارهم طلائع المستقبل الواعد بالخير ،الذين لن تتوقف طموحاتهم عند حدود الوظيفة التي تستهلك نشاطهم وطموحهم ". وأشار إلى أهمية تجاوز آثار الأزمة التي شهدتها بلادنا وقال :" ما احوجنا جميعا إلى تجاوز أزمة الشك وعدم الثقة والظنون السيئة لنلتئم جميعا حول طاولة حوار كبرى تؤسس لليمن الجديد والدولة المدنية التي نريد والمستقبل الذي نحلم به جميعا منذ كنا صغارا وما يزال يحلم به صغارنا اليوم ولا بد أن نصل إليه " .. مؤكدا أن الخبرات الجامعية والكفاءات الأكاديمية في طليعة القوى الحية والنخبة المؤثرة القادرة على تقديم الرؤى النيرة التي نحن في أمس الحاجة إليها لصياغة واقع جديد، والقادرة على المشاركة في صنع الاستقرار وإيصال رسائل تطمين لكافة فئات المجتمع بأهمية التجاور والتقارب والتأثير في النخب لتهيئة أجواء الحوار الوطني الشامل والتأكيد على حاجة الجميع إلى حوار صادق يلم الصف ويجمع الكلمة . وأوضح بهذا الخصوص أن جهود تهيئة أجواء الحوار الوطني تتواصل رغم كل العوائق بعد أن توفرت النوايا الجادة من قبل القيادة السياسية وحكومة الوفاق، ويبقى الدور الأساسي معولا على النخب المؤثرة وعلى الشباب الذين هم قوة الحاضر وعماد المستقبل . واختتم كلمته قائلا " وفقنا الله جميعاً لرضاه ولما فيه خير الوطن وأمان مجتمعنا وتقدمه واستقراره ووحدة أراضيه حتى نوفر لأجيالنا القادمة وطنا يعتزون بالانتماء إليه ويجدون في خيراته ما يهيئ لهم حياة مشرفة ملؤها العزة والكرامة والحرية والعدالة والمواطنة المتساوية " . من جانبه أشار رئيس جامعة سبأ الدكتور عمرو احمد النجار إلى أن الجامعة تهدف منذ تأسيسها قبل 18 سنة للمساهمة الفاعلة في النهوض بالوطن من خلال تخرج كوادر بشرية مسلحة بالعلم والمعرفة في مختلف التخصصات التي تلبي احتياجات سوق العمل محليا وخارجيا .. مؤكدا أن الجامعة ستشهد خلال الفترة القادمة نقلة نوعية في برامجها التعليمية تلبي احتياجات اليمن من الكوادر المتميزة . وحث الدكتور النجار الخريجين على أن يكونوا خير سفراء للجامعة يسهمون في بناء الوطن وتنميته .. متمنيا لهم التوفيق والنجاح في حياتهم المهنية والعلمية . فيما عبر معين الحاج في كلمته عن الخريجين والخريجات عن فرحتهم بهذا اليوم الذي انتظروه على مدى أربع سنوات دراسية من الجد والمثابرة والعلم والمعرفة .. مؤكدا أن الخريجين سيكونون خير ممثلين لجامعتهم وأسرهم للمساهمة في بناء وتنمية اليمن .. مشيدا بالجهود التي بذلها أعضاء هيئة التدريس واسر الخريجين لتسليح الطلاب الخريجين بالعلم والمعرفة. وفي ختام الاحتفال الذي تخللته قصيدة شعرية للخريجة سبأ العواضي وحضره وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لقطاع التبادل الثقافي الدكتور عبدالكريم الروضي، جرى تكريم أوائل الطلاب والخريجين وعمداء الكليات بالشهادات التقديرية .