سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الترصد للحميات الوبائية طريق الوقاية من قبل كل فرد في المجتمع المشاركون في الدورة التدريبية الخاصة بتقوية نظام الترصد للحميات الفيروسية النزفية يؤكدون :
الوقاية خير من العلاج ، هذا ما أكده المشاركون من الأطباء والطبيبات في الدورة التدريبية الخاصة بتقوية نظام الترصد للحميات الفيروسية النزفية (حمى الضنك والشيكنقونيا) لكادر الترصد الوبائي والأطباء التي نفذت في الفترة من (5-3) يوليو 2012م و نظمتها بعدن وزارة الصحة العامة والسكان بدعم من منظمة الصحة العالمية ، وجاء تنفيذ هذه الورشة التوعوية لرفد الكادر الصحي بالمعلومات والمهارات حول الحميات الفيروسية التي تسببها فيروسات تنتقل عبر البعوض. وتعرف المشاركون على مدى ثلاثة أيام على كيفية التعامل مع الحالة المصابة وأهمية الترصد للحميات الوبائية عن طريق الوقاية من قبل كل فرد في المجتمع ، ما يجعل من الأهمية بمكان رفد هؤلاء الناس بالمعلومات الوقائيةعبرالكادر الصحي الذي تقع على عاتقه مسؤولية نقل هذه المعلومات ، ومن هذا المنطلق اطلع المشاركون على مدى انتشار هذه الأمراض عالميا وتزايد عدد الأفراد الذين يصابون بالحميات ما يسبب أضراراً كبيرة ماديا وخسائر بشرية. وأن البعوض الناقل للمرض يتكاثر في المياه الراكدة، كما تكثر الإصابة بالمرض في المناطق الاستوائية والحارة. وقد سجلت أول حالة حمية في اليمن في العام 1971م ، وكانت تسمى "حمى عدن " ، ومن خلال هذه الدورة تم استهداف محافظات (لحج- أبين - شبوة - عدن ) التي تعد من المناطق الموبوءة بالمرض حاليا. وتطرق المشاركون والمشاركات من خلال هذه الدورة إلى العديد من المعلومات وتبادلوا الآراء والأفكار وخرجوا بعدد من التوصيات رصدتها صحيفة 14 أكتوبر من خلال اللقاءات التالية: د. أحمد علي قائد خبير وطني في برنامج مكافحة الأمراض ومنسق الدورة من قبل منظمة الصحة العالمية ، أوضح أن الهدف الأساسي من عقد هذه الدورة هو معرفة ماهية الترصد الوبائي والنظام القائم على الإنذار المبكر، وتوعية المجتمع بحيث يكون على قدر من التثقيف الصحي وعملية مكافحة هذه الأمراض ، وسعينا إلى تدريب الأطباء ليكونوا قادرين على طرق المعالجة السليمة لهذه الأوبئة حسب معايير منظمة الصحة العالمية، مشيرا إلى أن المنظمة دعمت الدورة ماديا وفنيا وتقنيا ، حيث دربت المعالجين الصحيين على كيفية المعالجة وعلى كيفية المكافحة. المناطق الساحلية موبوءة بالحميات أما د. حمود الشميري المنسق الوطني للحميات الفيروسية النزفية بوزارة الصحة العامة والسكان، فقال: هذه الدورة عقدت لكوادر الترصد الوبائي من أربع محافظات وهي عدن - لحج - شبوة - أبين ، لأن هذه المحافظات من ضمن المحافظات التي تعد موبوءة بالحميات الفيروسية، مضيفا" ونسعى خلال الفترة القادمة إلى إقامة عدد من الدورات وورش العمل للعاملين الصحيين ، للأطباء، لكوادر التثقيف الصحي في المحافظات ، وخاصة المحافظات الساحلية الأكثر انتشارا للحميات ، مشيدا بتفاعل المشاركين في الدورة الذين يمتلكون خبرات ووعي مسبق حول الحميات ، من خلال تجاربهم الميدانية ، ومن خلال توعيتهم بالبروشورات والملصقات والوسائل التوعوية. وحول نشر عملية التوعية التلفزيونية والإذاعية حول الحميات يقول د. حمود الشميري إن البرنامج الوطني للحميات الفيروسية النزفية مازال في طور التأسيس ولم ترصد له ميزانية حتى الآن لا من الجانب الحكومي ولا من جانب المنظمات، إلا من بعض المساعدات ، فبعد هذه الدورة سنقيم ورشة عمل في محافظة الحديدة. الطرق الخاطئة لتخزين المياه من جانبها قالت د. هناء السقاف مديرة الترصد الوبائي في مكتب الصحة بعدن " إن السلوكيات الخاطئة للناس فيما يخص تخزين المياه أفرزت خللاً بيئياً ، فالماء المكشوف لأكثر من 5 أيام يؤدي إلى إيجاد بؤر لتوالد البعوض الذي يساهم في نشر كثير من الأمراض الفيروسية ، مضيفة " فالسلوكيات الخاطئة في تخزين المياه ، والمياه المكشوفة في كثير من المؤسسات والمدارس ، والمساجد، يؤدي إلى إيجاد بيئة مناسبة لانتشار البعوض ، كما أن حركة التنقل العالمية أصبحت سهلة وجعلت العالم قرية صغيرة ينتقل الناس من خلالها بمختلف بيئاتهم وجنسياتهم حاملين معهم العديد من الأمراض منها الحميات الفيروسية التي تنتشر عبر سلسلة وهي المسبب وبيئة غير مناسبة ووسيط ، وتعتبر الكثير من هذه الأوبئة حديثة الانتشار في مجتمعنا ما جعل من الضرورة لتصدي لهذه الأوبئة ، سواء كان في الجانب التوعوي بمتغيرات البيئة وزيادة الحشرات وتنوعها . وتابعت " على الأطباء الاشتراك في العملية الصحية من حيث التعرف على المرض وسلوكياته وكيفية التعامل مع المرضى، ومن هذا المنطلق هدفنا إلى توجيه الرسالة التوعوية التثقيفية الأولى من خلال ورشة العمل التي عقدت السبت الماضي للمثقفين حول أسباب انتشار الأمراض وطرق الوقاية منها ومعالجتها مجتمعيا ، وإعداد مثقف صحي عنده المعلومة الصحية الصحيحة التي يوظفها وينقلها إلى أفراد المجتمع بمختلف فئاته، مضيفة " ومن خلال هذه الدورة دربنا الأطباء حول اكتشاف حالات الحميات وطرق معالجتها ، والإبلاغ عنها ، وهذه الجهود كلها تصب في كيفية احتواء الوباء وكيف يتم السيطرة عليه، وكيف نقلل من عدد الإصابة في فترة اقصر». وأشادت بجهود منظمة الصحة العالمية التي توفر الميزانية لهذه التدريبات ، التي تعزز قدرة الكادر واستمرارية تطويره وتأهيله . إلى ذلك قال د.لطف الزقار احد المسهلين اوالمنسقين للدورة التدريبية إن تدريب الكادر الصحي والكادر المساعد وكوادر التثقيف الصحي وكوادر الترصد الوبائي حول مخاطر الحميات النزفية يسهم بدور فعال في تثقيف الناس والمجتمع بمختلف فئاتهم ، فهم القدوة في تغيير سلوكيات الناس المسببة لهذا المرض فالهدف الرئيسي في القضاء على الحميات الفيروسية هو إيقاف انتشار المرض ، ولهذا على كل عامل صحي أن يقوم بدوره في نشر التوعية حول سلوكيات البعوض فالدولة تبذل جهود كبيرة ولكن هذه الجهوداً تذهب هباء منثورا، ولهذا على الجميع قطع السلسلة بين البعوض والإنسان. إجراءات المكافحة وتحدث عن إجراءات المكافحة والقضاء على مراكز توالد البعوض وهي داخل المنزل في من خلال الأواني المكشوفة ، التي يجد فيها البعوض بيئة ملائمة لحضانة بيضه ويتكاثر خلال 12 يوماً، وتوانك الماء ،و حفرة تسريب المياه ، والمزهريات ، والمكيفات الكهربائية لذا يجب وضع الأواني على فوهتها حتى يتفرغ ما فيها من ماء ، وكذا تفريغ المزهريات ووضع مبيدات حشرية حبيبية أثناء الإجازات ، وفي ما يتعلق بمسببات انتشار البعوض خارج المنزل هناك إطارات السيارات ، القمامة ، مخلفات الأكياس البلاستيكية المخلفات المعدنية للمشروبات الغازية في خلال فترة من ( 10-7 ) أيام. حمى الضنك وكسر هاجس الخوف وتحدثت د. لينا الحمادي من مستشفى 22 مايو في المنصورة عن الحميات وطرق علاجها قائلة" انتشرت قبل فترة حالة من الخوف من مرض حمى الضنك ، هذا المرض الذي يعد من الأمراض الجديدة التي تدخل مجتمعنا اليمني ، وسبب هذا الخوف هو الفهم الخاطئ للمرض والذي قد يكون الأطباء تسببوا فيه من خلال طريقة العلاج الخاطئة أو غير الدقيقة لعدم فهم الأطباء أنفسهم لماهية المرض وعدم توعيتهم بطرق العلاج الصحيح من قبل مكتب الصحة على اعتبار حداثة المرض في بلادنا ، مشيرة إلى أن الملاريا تعد أكثر انتشارا وخطورة من حمى الضنك ويجب أن يبذل مزيد من الجهد لمكافحتها . وأضافت " يجب عدم إعطاء حجم أكبر للمرض ، فقد أثبت علميا عدم صحة استخدام الصفائح الدموية لعلاج المرض ، وأن سبب بعض حالات النزف ليس قلة الصفائح الدموية وإنما توسع فتحات الأغشية الدموية ، ومن هنا فإن إعطاء الصفائح في مثل هذه الحالة خطأ بل ويرهق المريض ماديا وجسديا ، مؤكدة أن أفضل علاج لحمى الضنك هو المحاليل الوريدية لمعالجة الجفاف ، والفحص المستمر للصفائح ، والعلاج بحقن المضاد الحيوي العضلي ضد الفيروسات، وإعطاء المريض حبوباً مسكنة للحمى ومتابعة حالته. ونوهت عدد من الطبيبات المشاركات من عدد من المجمعات الصحية في مديريات محافظات عدن أن اغلب أمراض الحميات الواصلة إليهم هي الملاريا، بسبب انتشار البعوض الناقل للمرض.