يعتبر مرض البلهارسيا من الأمراض الوبائية الخطيرة والمزمنة، التي تسبب مشكلة كبيرة وفي ذات الوقت هذه المشكلة أهملت ، فقد بلغ العدد التقديري للمصابين في الجمهورية اليمنية ثلاثة ملايين مصاب منهم خمسمائة ألف قد دخلوا في مضاعافات المرض. ونتيجة لهذا العدد نفذت عدد من الحملات للتخلص من البلهارسيا، وقد اختتمت الأربعاء الماضي الجولة الثالثة من حملة التخلص من مرض البلهارسيا التي نفذت على مدى أربعة أيام في محافظتي عدنولحج مستهدفة 26300 نازح موزعين على 8 مديريات من محافظة عدن ، و12500 نازح في مديريتين من محافظة لحج ، من سن 6 سنوات وما فوق. ونفذت الحملة منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع البنك الدولي ومبادرة التخلص من البهارسيا في لندن بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان. ولمعرفة المزيد عن الحملة التي استمرت في الفترة من (4-1) يوليو من العام الحالي التقينا بالدكتور أحمد الصوفي مسئول برنامج الأمراض الوبائية المهملة في منظمة الصحة العالمية وخرجنا بالحصيلة التالية: مشروع التخلص من مرض البلهارسيا في البداية تحدث د. أحمد الصوفي قائلا: إن البلهارسيا مرض وبائي خطير ومزمن لذلك ومن خلال جهود كبيرة بذلتها وزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية تم إنشاء مشروع التخلص من مرض البلهارسيا كمشكلة وبائية في الجمهورية اليمنية، مشيرا إلى أن المشروع يستمر لمدة 6 سنوات بالشراكة بين منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي ومبادرة التخلص من البلهارسيا بالإضافة إلى وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية ، بهدف التخلص من المرض، حيث تم استهداف عدد كبير من المديريات الموبوءة في ديسمبر من العام 2010م وهو العام الأول بالنسبة للمشروع رغم الظروف الصعبة التي مرت وتمر بها اليمن ، وقد تم تنفيذ ثلاث جولات استهدفت جميع أفراد المجتمع من سن ست سنوات وما فوق باستثناء الحوامل في المحافظات التالية (صنعاء - ذمار- المحويت - الضالع - ريمة) لعدد 37 مديرية، وبلغ عدد المعالجين تقريبا مليونين ومائة وخمسة وعشرين ألفا بنسبة تغطية وصلت إلى 78.5 % . وأضاف « وفي ابريل من العام 2012م نفذنا الجولة الثانية في محافظات (الحديدة - حجة - لحج - عمران - اب ) ل44 مديرية، وقد بلغ عدد المعاجين تقريبا مليوناً وثمانمائة وثلاثة وستين بنسبة تغطية بلغت 74 % ، وخلال الجولة الثالثة (أ) التي نفذناها في مايو 2012 لمحافظات ( أبين - حضرموت - صعدة - تعز والبيضاء) وشملت 35 مديرية بلغت نسبة التغطية 79.6 % ، وعدد المعالجين مليون وتسعمائة وأحد عشر ألفا. وتابع د. أحمد الصوفي مسئول برنامج الأمراض الوبائية المهملة في منظمة الصحة العالمية حديثه قائلا « وجاءت الجولة الثالثة (ب) وهي هذه الحملة مستهدفة نازحي محافظة أبين في محافظتي عدنولحج ومحافظة مأرب ، ل(22) مديرية ، وبلغ عدد المستهدفين بالحملة حولي 153 ألفاً في مأرب، 12500 نازح في لحج ، 26300 نازح في عدن، لمن بلغوا ست سنوات وما فوق باستثناء الحوامل. خطورة المرض ولفت إلى أن «منظمة الصحة العالمية تقوم بتقديم الدعم الفني والمالي والتنسيق لاجتماعات الشركاء بالإضافة إلى أن شراء الأدوية المخصصة لعلاج البلهارسيا والديدان المنقولة بالتربة يتم بواسطة المنظمة، منوها إلى أن هذه الحملة نفذتها فرق ميدانية من قبل البرنامج الوطني لمكافحة البلهارسيا والديدان المنقولة في التربة بدعم فني ومالي من منظمة الصحة العالمية، تم من خلالها الحملة توزيع الأدوية الخاصة بمكافحة مرض البلهارسيا والديدان على النازحين. واستعرض « خطورة المرض الذي يشمل نوعين: البلهارسيا البولية (الدموية) التي يكثر انتشارها في المناطق الموبوءة والبلهارسيا المعوية وتكمن خطورتها في انها تسبب سرطان المثانة والمستقيم وتليف الكبد التقيؤي والدموي في الحالات المزمنة، كما تسبب تأخر النمو الجسمي والعقلي عند الأطفال».