ُتعد كنيسة «أم الزنار» من أهم معالم مدينة حمص الأثرية وأقدمها فهي أشهر كنائس السريان الأرثوذكس الواقعة في حي بستان الديوان بأحد شوارع وأزقة حمص القديمة ولا يمكن للسائح أن يزور واسطة العقد دون أن يعرج عليها. وأول ما شيدت كانت صغيرة بسيطة بشكل قبو تحت الأرض في القرن الأول الميلادي ويقوم البناء الحالي فوق كنيسة أثرية قديمة يعتقد أنها تعود للعصر البيزنطي ويتألف البهو فيها من مستطيل، وسقف الكنيسة عبارة عن قبة متطاولة تنتهي بمسطح ويعتمد السقف على ستة عقود وأخرى من الدعائم. ويعود سبب التسمية إلى زنار السيدة مريم العذراء المكتشف فيها في أواسط الخمسينيات من القرن الماضي حيث عثر أثناء تصفُّح إحدى المخطوطات في نيسان عام 1953على جلد بعدة أوراق كُدس بعضها فوق بعض، وبعد فتح هذه الأوراق وجد أنها مجموعة مخطوطات تتألف من 46 رسالة مدونة بالكرشونية والعربية وهي تعود إلى عام 1852م موجهة من أهالي أبرشية حمص إلى أبناء أبرشية ماردين، وحين هدم الكنيسة لتجديدها وجدوا زنار السيدة العذراء موضوعاً ضمن وعاء مائدة التقديس في المذبح ولدى الكشف عن المائدة المقدسة وجد رقيم حجري كُتب عليه بالكرشوني أيضاً يرجع بناء الكنيسة إلى عام 59 وجددت عام 1852م وكان تحت الرقيم جرن حجري قديم مغطى بصفيحة نحاسية مدورة تتفتت لقدمها وكان الزنار الشريف في الجرن وقد لف بعناية. في حين يؤكد تقرير دائرة الآثار في وصف الجرن أنه من الحجر البركاني على شكل تاج عمود ارتفاعه 12سنتيمتراً وطول ضلع سطحه العلوي 24سنتميتر وطول ضلع قاعدته 29 سنتميتراً ويوجد في منتصف ضلع سطحه العلوي قرص نحاسي قطره 15 سنتيمتراً مزين بدائرة متحدة المركز وهو يغطي حفرة بيضوية قطرها العلوي16سنتيمتر اًويعود الجرن والقرص النحاسي إلى العهد البيزنطي وربما وضعت العلبة المحتوية على الزنار في الجرن وغُطيت بالقرص النحاسي أثناء تجديد الكنيسة، ويبدو أن العلبة كانت قد وضعت في مذبح الكنيسة القديمة منذ زمن بعيد متابعاً في وصف الزنار وطوله البالغ 74 سنتميتراً بعرض 5 سنتيمتراًت وسماكة 2مللي متر لونه بيج فاتح مصنوع من خيوط صوفية طولانية في الداخل ونسجت عليها خيوط حريرية من الذهب وقد تآكل من أطرافه. كما تشير نصوص العهد الجديد إلى استعمال زنانير من قبل المسيحيين الأوائل حيث يظهر من دراسة النسيج والألبسة القديمة أن الشرقيين كانوا يتمنطقون بزنانير من أنواع مختلفة.