الحقد هو الجرثومة المعدية التي يجب استئصالها من جسم الإنسان حتى تنمو عوضاً عنها صفات التسامح والتصالح. إلى ضمائر في غفلة وسبات عن الواقع تعيش في وسط أكوام من الأخطاء المفتعلة لا تهمها أن تنام قريرة العين هانئة البال مرتاحة الخاطر.. (أفيقوا). وليتساءل كل واحد منكم كم بقي له من العمر كي يعيشه وهل أدى واجبه ومهمته في الحياة على أكمل وجه أم سيطلب فرصة أخرى للتغيير بعد فوات الأوان؟. في الواقع لم أكن أحب أن أتكلم عن صفة الحقد كونها كلمة ذميمة وليست حميدة ولكنها تفشت كثيراً في حياتنا اليومية.. فغالباً ما نسمع عن فلان يحقد على فلان لأنه أرفع منه درجة وشأناً.. فلان يحقد على فلان لأنه يمتلك سيارة فارهة ومنزلاً مستقلاً.. فلان يحقد على فلان لأنه تفوق عليه في مجال عمله وسحب البساط من تحت قدميه.. فلان يحقد على فلان لأنه ينتمي إلى جهة معينة وحزب معين... الخ. ونحن في هذه الأيام الصعبة التي نمر فيها تراكمت علينا الضغوط وأصبحنا أكثر وعياً وحرصاً في الحصول على الأمن والاستقرار خاصة الاستقرار النفسي لأنه بدونه لا نستطيع أن نقدم عطاءات لأنفسنا إذا كان هناك ما يشغلنا ويعكر صفونا. وفي هذا الصراع الذاتي بين الحقد والتسامح على الآخر وبين الصراع السياسي الذي تعيشه البلاد علينا أولاً أن نتناسى أحقادنا ونقف معاً جنباً إلى جنب لا أن ينتظر كل منا سقوط الآخر أو نكون أول من يساهم في الإيقاع به وفي الأخير تكون الخسارة مشتركة. وبما أننا على مشارف استقبال الشهر الكريم فعلى البعض أن يفكر بطريقة مختلفة في بناء مستقبلهم ويتناسوا الأحقاد الداخلية ويحاولوا فتح صفحة جديدة يتصالحون فيها مع أنفسهم أولاً ومع من حولهم ثانياً, وألا يتبعوا كلام الغير لمجرد أن بينهم مصالح مشتركة وهذا ما يسمى التقليد الأعمى للآخر. وحتى يتم الإعمار والبناء للمستقبل على الجميع التخلص من الآفات المنتشرة في قلوبهم وعقولهم التي تحوم حولهم كالحشرات الجائعة تريد أن تلتهم كل ما حولها. قبل الختام نقول إن بعضهم يتابع كلماتك ليتعلم منك الحكمة والبعض الآخر يتتبعها ليسجل أخطاءك في الظلمة وكلاهما معجب ولكن الأول ب(حب) والثاني ب( حقد ). ختاما هي كلمة حق يجب أن تقال لكل من حاول زرع الحقد والكراهية في قلبه وانغمس بهما ولكل من يقرأ كلامي هذا ولم يستوعبه ولكل النفوس الحاقدة التي كانت وراء ذهاب معان وقيم نبيلة وباعتها بثمن بخس, ولكل من يحاول أن يركض وراء رغباته ومصالحه ويتناسى ضميره, ولكل من يعيش في وهم الأنا ويتجاهل الآخر, لا تتفننوا كثيراً في كشف القناع والوجه الآخر من نواياكم الخفية.. واتقوا الله في أنفسكم.