قال علماء أميركيون إن الالتزام بنظام غذائي صحي لمدة سنوات لا يمكن أن يطيل متوسط العمر رغم أهميته للصحة. واكتشف العلماء ذلك بعد إجرائهم لدراسة طويلة المدى على قردة «المكاك الريسوسي» وتم نشر نتائجها من قبل معهد (أن أي إي) القومي الأميركي على الموقع الإلكتروني لمجلة (نيتشر). وأوضحت الدراسة أن القردة التي أخضعت لنظام غذائي نموذجي كانت أكثر رشاقة من تلك التي لم تخضع لمثل هذا النظام ولم تعان من الأمراض المصاحبة لتقدم السن إلا بعد القردة الأخرى بفترة قصيرة، كما أن ذلك لم ينعكس بشكل كبير على متوسط الحياة لديها. ولم تحسن الحمية التي أخضعت لها القردة على مدى 23 عاماً وخفضت خلالها السعرات الحرارية بواقع 30 في المائة من متوسط هذا العمر بشكل كبير. وتراوح سن الحيوانات في إحدى المجموعات التي شملتها التجارب بين 16 و 23 عاماً. وقال الباحثون إن الحيوانات التي ضيق عليها في النظام الغذائي لم تعش إجمالاً أكثر من اقرانها الذين لم يخضعوا لنظام غذائي بعينه «فلم تستفد لا ذكورها ولا إناثها من هذه الحمية» ورغم ذلك فقد كان هناك من بين مجموعه الحيوانات التي لم تخضع لهذه الحمية قرده بالغه الكبر. لكن الباحثين أشاروا مع ذلك إلى أن نتائج دراستهم تتعارض مع النتائج الأولية لدراسة أخرى لمركز (ويسكونسين) القومي لأبحاث الرئيسيات في الوقت الحالي، وأظهرت حتى الآن دوراً إيجابياً للحمية التي تخفض السعرات الحرارية خلالها بواقع 30 % بالنسبة لطول العمر. وكانت دراسة طبية بريطانية اثبت أن الحمية الغذائية الصحية تجعل خلايا مخ الإنسان أكثر شباباً، حيث أكد المشرفون عليها أن إتباع نظام غذائي صحي قد يعزز قوة عقل الإنسان لأنه ينشط البروتين الذي يساعد على بقاء العقل في حالة من الصحة والشباب الدائم. وبينت نتائج الدراسة التي أجريت على مجموعة من الفئران أن الحد من معدلات السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان في وجباته الغذائية اليومية ينشط ويحفز عمل الجينات المرتبطة بطول عمر الإنسان ويحافظ على وظائف الدماغ ويجعلها تعمل بشكل سليم لفترة أطول مهما بلغ عمر الإنسان. وقال الباحثون إن هناك العديد من الدراسات السابقة التي أجريت على أنواع مختلفة من الحيوانات أوضحت أن إتباع حمية غذائية صحية وتناول أطعمة تحتوي على كميات منخفضة من السعرات الحرارية يطيل من عمر تلك الحيوانات، ويحد من خطر الإصابة بالزهايمر أو ما يعرف بالخرف المبكر ويحسن من قدرة الذاكرة على المدى البعيد.