أكدت دراسة أن دماغ المرأة يتعافى أسرع من الرجل من الضرر الناتج عن إدمان الكحول. وقالت سوزان موشر رويز، وهي باحثة في مركز علم النفس والأعصاب في مدرسة الطب بجامعة (بوسطن) الأميركية إن «نتائج دراستنا تفترض أن المادة البيضاء في دماغ النساء المدمنات على الكحول تتعافى أسرع بالمقارنة مع المادة البيضاء الموجودة في دماغ الرجال». وأضافت أن «كثيراً من النواقص المعرفية والنفسية التي نشهدها لدى الأشخاص المدمنين على الكحول، والتي تشكل مشكلات في الذاكرة، تنجم عن خسارة المادة البيضاء في الدماغ». وصور الباحثون أدمغة 42 شخصاً، من الذكور والإناث ممن أفرطوا في تناول الكحول لأكثر من 5 سنوات، ثم قارنوها بالتصوير الذي أجروه على 42 شخصاً لا يتناولون الكحول مطلقاً. وأظهر التصوير أن الأشخاص الذين تناولوا الكحول لفترات طويلة تراجعت كمية المادة البيضاء في دماغهم، وهي إحدى المادتين المكونتين للجهاز العصبي المركزي، والتي تتكون بشكل أساسي من خلايا دبقية و محاور عصبية. ولفت الباحثون إلى أنه بعد امتناع بعض المشاركين عن تناول الكحول لمدة عام، تعافت المادة البيضاء في الدماغ لدى النساء أسرع من الرجال. وأشار الباحثون إلى أن عدد أكواب الكحول التي يتم تناولها في اليوم يؤثر في درجة تدهور المادة البيضاء، موضحين أن خسارة المادة البيضاء ازدادت بنسبة تتراوح بين 1.5 % و2 % مع كل كوب إضافي. وكانت أشارت دراسة أجريت في روسيا ونشرت نتائجها، في الولاياتالمتحدة، إلى أن الكحول يتلف بسرعة أكبر دماغ المرأة منه دماغ الرجل. ولقياس التأثير المقارن للكحول عند الجنسين أخضع الباحثون 102 مدمن كحول هم 78 رجلاً و24 امرأة تراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً لسلسلة من الفحوص لتقييم وظائفهم العقلية. وأخضعت مجموعة تضم 68 رجلاً وامرأة من غير مدمني الكحول للفحوص نفسها. وقبل المشاركة في الدراسة امتنع مدمنو الكحول عن شرب الكحول على مدى ثلاثة أو أربعة أسابيع. وبمقارنة بالرجال تبين أن أداء النساء المدمنات أسوأ في الفحوص التي تناولت الذاكرة البصرية والمنطق وحل معضلات. وأوضحت الطبيبة باربرا فلانيري من مركز الأبحاث ( ار تي اي إنترناشونال) في بالتيمور (ميريلاند شرق) المشرفة الرئيسية على هذه الدراسة، أن جسم المرأة يحول الكحول بطريقة مختلفة عن جسم الرجل بالوزن نفسه. ومن الأسباب المطروحة لتفسير ذلك أن جسم المرأة يختزن كمية أقل من الماء مقارنة بالرجل مما يسمح لهؤلاء بتخفيف تأثير الكحول.
